94

العذب النمير من مجالس الشنقيطي في التفسير

العذب النمير من مجالس الشنقيطي في التفسير

تحقیق کنندہ

خالد بن عثمان السبت

ناشر

دار عطاءات العلم (الرياض)

ایڈیشن نمبر

الخامسة

اشاعت کا سال

١٤٤١ هـ - ٢٠١٩ م (الأولى لدار ابن حزم)

پبلشر کا مقام

دار ابن حزم (بيروت)

اصناف

وقال بعضُ العلماءِ (^١): الإشارةُ في قولِه: ﴿ذَلِكُمْ﴾ راجعةٌ إلى شيئين هُمَا: التوبةُ المفهومةُ من قولِه: ﴿فَتُوبُوَا إِلَى بَارِئِكُمْ﴾، والقتلُ المفهومُ من قولِه: ﴿فَاقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ﴾، وعلى هذا القولِ فالمعنى: ذلكم المذكورُ من التوبةِ والقتلِ. ونظيرُ هذا في القرآنِ - أي: بأن يكونَ لفظُ الإشارةِ مُفْرَدًا ومعناه مثنى - قوله (جل وعلا) في هذه السورةِ الكريمةِ: ﴿قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لَاّ فَارِضٌ وَلَا بِكْرٌ عَوَانٌ بَيْنَ ذَلِكَ﴾ [البقرة: آية ٦٨] أي: ذلك المذكور من الفارضِ والبكرِ. وهذا المعنى معروفٌ في كلامِ العربِ، ومنه قولُ عبدِ اللَّهِ بنِ الزِّبَعْرَى (^٢): إِنَّ لِلشَّرِّ وَلِلْخَيْرِ مَدًى ... وَكِلَا ذَلِكَ وَجْهٌ وَقَبَلْ أي: كلا ذلك المذكورِ. ولما قال رؤبةُ بن العجاجِ في رجزِه المشهورِ (^٣): فِيهَا خُطُوطٌ مِنْ سَوَادٍ وَبَلَقْ ... كَأَنَّهُ فِي الْجِلْدِ تَوْلِيعُ الْبَهَقْ فقيل له: ما معنى قولك: «كأنه» بالتذكيرِ، إن كنتَ تريدُ الخطوطَ لَزِمَ أن تقولَ: (كأنها)، وإن كنتَ تريدُ السوادَ والبلقَ لزمَ أن تقولَ: (كأنهما) فَلِمَ قلتَ: (كأنَّه)؟ قال: (كأنه) أي: ما ذُكِرَ مِنْ سوادٍ وَبَلَق.

(^١) انظر: البحر المحيط (١/ ٢٠٩). (^٢) انظر: البحر المحيط (١/ ٢٠٩)، مغني اللبيب (١/ ١٧٢)، أوضح المسالك (٢/ ٢٠٣)، وصدره: «إن للخير وللشر مدى». (^٣) انظر: المحتسب (٢/ ١٥٤).

1 / 98