57

العذب النمير من مجالس الشنقيطي في التفسير

العذب النمير من مجالس الشنقيطي في التفسير

تحقیق کنندہ

خالد بن عثمان السبت

ناشر

دار عطاءات العلم (الرياض)

ایڈیشن نمبر

الخامسة

اشاعت کا سال

١٤٤١ هـ - ٢٠١٩ م (الأولى لدار ابن حزم)

پبلشر کا مقام

دار ابن حزم (بيروت)

اصناف

اجْعَلُوا بينَكم وبينَ ذلك اليومِ وقايةً تَقِيكُمْ مما يقعُ فيه مِنَ الأهوالِ والأَوْجَالِ. والاتقاءُ: هو جَعْلُ الوقايةِ دونَ ما يَضُرُّ، وهو معنًى معروفٌ في كلامِ العربِ، ومنه قول نابغةِ ذبيانَ (^١): سَقَطَ النَّصِيفُ وَلَمْ تُرِدْ إِسْقَاطَهُ ... فَتَنَاوَلَتْهُ وَاتَّقَتْنَا بِالْيَدِ يعني: اسْتَقْبَلَتْنَا بيدها جاعلةً إياها وقايةً بيننا وبينَ رؤيةِ وَجْهِهَا. والاتقاءُ في اصطلاحِ الشرعِ (^٢): هو جَعْلُ الوقايةِ دونَ سَخَطِ اللَّهِ وعذابِه، تلك الوقايةُ هي امتثالُ أَمْرِهِ، واجتنابُ نَهْيِهِ (جل وعلا). والمرادُ باتقاءِ اليومِ: اتقاءُ ما يكونُ فيه من الأهوالِ والأوجالِ (^٣)؛ لأن القرآنَ بلسانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ، والعربُ تُعبِّرُ بالأيامِ عما يقعُ فيها من الشدائدِ، ومنه: ﴿هَذَا يَوْمٌ عَصِيبٌ﴾ [هود: آية ٧٧]، أي: لِمَا فيه من الشدةِ، وهذا معنى قولِه: ﴿وَاتَّقُوا يَوْمًا لا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئًا﴾ [البقرة: آية ٤٨]، و(اليوم) مفعولٌ به لـ «اتَّقُوا» (^٤). وقيل: المفعولُ محذوفٌ، واليومُ ظرفٌ. أي: اتَّقُوا العذابَ يومَ لا تَجْزِي نفسٌ عن نفسٍ شيئًا. وقولُه: ﴿لا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئًا﴾ [البقرة: آية ٤٨]، الجملةُ نعتٌ لليومِ (^٥)، وقد تَقَرَّرَ في العربيةِ: أن

(^١) ديوان النابغة الذبياني ص١٠٧. (^٢) انظر: القرطبي (١/ ١٦١ - ١٦٢)، المفردات (مادة: وقى) ص٨٨١، الكليات ص٣٨. (^٣) انظر: ابن عاشور (١/ ٤٨٤). (^٤) انظر: القرطبي (١/ ٣٧٧)، البحر المحيط (١/ ١٨٩). (^٥) انظر: البحر المحيط (١/ ١٨٩ - ١٩٠)، الدر المصون (١/ ٣٣٥ - ٣٣٦).

1 / 61