131

العذب النمير من مجالس الشنقيطي في التفسير

العذب النمير من مجالس الشنقيطي في التفسير

تحقیق کنندہ

خالد بن عثمان السبت

ناشر

دار عطاءات العلم (الرياض)

ایڈیشن نمبر

الخامسة

اشاعت کا سال

١٤٤١ هـ - ٢٠١٩ م (الأولى لدار ابن حزم)

پبلشر کا مقام

دار ابن حزم (بيروت)

اصناف

يكونَ في الشيءِ لونانِ مختلفانِ، فكلُّ - مثلًا - شيءٍ فيه لونانِ مختلفانِ تقولُ العربُ: فيه وَشْيٌ (^١). واذا كان - مثلًا - حمارُ الوحشِ أو الثورُ فيه خطوطٌ - يعني تُخَالِفُ لونَه في أَرْجُلَهُ - يقولون له: مَوْشِي. أي: فيه وَشْيٌ. ومن هذا المعنى قولُ نابغةِ ذبيانَ (^٢): كَأَنَّ رَحْلِي وقَدْ زَالَ النَّهَارُ بِنَا ... بِذِي (^٣) الْجَلِيلِ (^٤) عَلَى مُسْتَأْنَسٍ وَحَدِ مِنْ وَحْشِ وجْرَةَ (^٥) مَوْشِيٍّ أَكَارِعُهُ ... طَاوِي الْمَصِيرِ (^٦) كَسَيْفِ الصَّيْقَلِ الْفَرَدِ (مَوْشِيٍّ أَكَارِعُهُ) يعني [أن] (^٧) فيها وَشْيًا. أي: خطوطًا تُخَالِفُ لونَه، فمعنى ﴿لَاّ شِيَةَ فِيهَا﴾ أي: لا وشيَ من خطوطٍ مخالفةٍ للونها، بل لونُها كُلُّهُ أصفرُ فاقعٌ على وتيرةٍ واحدةٍ، حتى قال بعضُ العلماءِ (^٨): إن أظلافَها وقرونَها صفرٌ. وهذا معنى قوله: ﴿لَاّ شِيَةَ فِيهَا﴾. ﴿قَالُوا الآنَ جِئْتَ بِالْحَقِّ﴾ الأَلِفُ واللامُ زائدتانِ لزومًا في ﴿الآنَ﴾ (^٩). وهي يُعَبَّرُ عنها بالوقتِ الحاضرِ. وبعضُ العلماءِ يقولُ:

(^١) انظر: القرطبي (١/ ٤٥٤)، الدر المصون (١/ ٤٣١). (^٢) ديوان النابغة الذبياني ص١٠ - ١١. (^٣) في الديوان: (يوم). (^٤) واد قرب مكة، وقد جاوزه البنيان في هذا الوقت. (^٥) وجرة: اسم مكان معروف بين مكة والبصرة، بينها وبين مكة نحو أربعين ميلا، ليس فيها منزل، فهي مرتع للوحش. انظر: معجم البلدان (٥/ ٣٦٢). (^٦) أي: ضامر البطن. (^٧) في الأصل: أنها. (^٨) انظر: ما نقله ابن جرير عن بعض السلف في هذا المعنى في التفسير (٢/ ١٩٩ - ٢٠٠). (^٩) انظر: الدر المصون (١/ ٤٣٣).

1 / 135