العذب النمير من مجالس الشنقيطي في التفسير

Muhammad al-Amin al-Shinqiti d. 1393 AH
117

العذب النمير من مجالس الشنقيطي في التفسير

العذب النمير من مجالس الشنقيطي في التفسير

تحقیق کنندہ

خالد بن عثمان السبت

ناشر

دار عطاءات العلم (الرياض)

ایڈیشن نمبر

الخامسة

اشاعت کا سال

١٤٤١ هـ - ٢٠١٩ م (الأولى لدار ابن حزم)

پبلشر کا مقام

دار ابن حزم (بيروت)

اصناف

يَزْعُمُونَ أن اسمَ القتيلِ (عاميل) (^١). قال بعضُهم: كان له أقرباءُ فقراءُ، وهو غَنِيٌّ، فقتلوه لِيَرِثُوهُ. وقيل: كانت تحتَه امرأةٌ جميلةٌ فَقَتَلَهُ بعضُ الناسِ ليتزوجها. والأولُ أكثرُ قَائِلًا. وعلى كُلِّ حالٍ فالذين قَتَلُوا القتيلَ ادَّعَوْهُ على غيرِهم، وسألوا مِنْ نَبِيِّ اللَّهِ موسى أن يسألَ اللَّهَ لهم لِيُبَيِّنَ لهم قاتلَ القتيلِ، فأمرهم اللَّهُ (جل وعلا) على لسانِ نَبِيِّهِ أن يذبحوا بقرةً ويضربوا القتيلَ بجزءٍ منها، فيحيا القتيلُ، ويخبرُهم بقاتلِه. وهذا معنى قوله: وَاذْكُرْ ﴿إِذْ قَالَ﴾ أي: حينَ قالَ ﴿مُوسَى لِقَوْمِهِ﴾ لَمَّا ادَّارَؤُوا في القتيلِ وَتَدَافَعُوهُ، كُلٌّ يدفعُ قَتْلَهُ عن نفسِه إلى غيرِه: ﴿إِنَّ اللَّهَ﴾ جل وعلا ﴿يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً﴾ أي: وَتَضْرِبُوا القتيلَ ببعضِها فَيَحْيَا، فيخبركم عن قاتلِه. وقرأَ هذا الحرفَ جماهيرُ القراءِ: ﴿يَأْمُرُكُمْ﴾ بضمةٍ مشبعةٍ على القياسِ. وقرأه أبو عمرٍو: ﴿يَأْمُرْكُمْ﴾ بإسكانِ الراءِ، وزادَ عنه الدُّورِيُّ باختلاسِ الضمةِ (^٢)، وقد قَدَّمْنَا وجهَ ذلك في قراءتِه في ﴿فَتُوبُوا إلى بارِئْكُمْ﴾ (^٣). وقوله: ﴿أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً﴾ المصدرُ المنسبكُ من (أن) وَصِلَتِهَا هو متعلَّقُ الأمرِ، وأَصلُ (أَمَرَ) تتعدَّى بالباءِ، والأصلُ: (يَأْمُرُكُمْ بأن تَذْبَحُوا بقرةً) أي: بذبحِ بقرةٍ، وَضَرْبِ القتيلِ بجزءٍ منها، كما عَدَّى الأمرَ بالباءِ في قولِه: ﴿إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ﴾ [النحل: آية ٩٠]، فالمصدرُ المنسبكُ من (أن) وصلتِها مجرورٌ بحرفٍ محذوفٍ (^٤)، وحَذْفُ هذا الحرفِ قياسٌ مُطَّرِدٌ كما عَقَدَهُ في الخلاصةِ بقولِه (^٥):

(^١) انظر: البحر المحيط (١/ ٢٤٩)، مفحمات الأقران ص٤٣. (^٢) انظر: القرطبي (١/ ٤٤٤)، البحر المحيط (١/ ٢٤٩). (^٣) مضى عند تفسير الآية (٥٤) من سورة البقرة. (^٤) انظر: البحر المحيط (١/ ٢٤٩ - ٢٥٠)، الدر المصون (١/ ٤١٧)، (٤/ ٦٥٦). (^٥) الخلاصة ص٢٨، وانظر: شرحه في الأشموني (١/ ٣٤٤).

1 / 121