وكيف يُقرن بك أو يُساوى، وما أتأملك في حالٍ من الأحوال إلاّ وجدتك فيها حُسامًا قاضِيًا، وشهابًا ثاقبًا، وعُودًا صليبًا، ورأيًا عند مُعضِل الخطوب مُصيبًا؛ في شمائل حلوة عِذاب، وأخلاق معجونة بآداب؛ لا تتجافى عن مَكرمة، ولا تُخِلّ لذي أمل بحُرمة، ولا تَؤودك الخطوب إذا اعتورتك، ولا تتكاءّدُك الجهات إذا اكتنفتك، قد تعرَّقتك الأيام بحالتي النُّعمى والبلوى، فكشف منك عن أمضى من الدَّهر عزْمًا، وأرزن من رَضوى حلمًا، وأثبت من الليل جنانًا، وأسمح من صوب الغَمام ندىً، وأمنعَ من السَّيف جانبًا، وأعزَّ من كُليبِ وائل صاحبًا.
وما أتأمّله في حالٍ من الأحوال إلاّ وجدته برْقًا كاذبًا، ورأيًا
1 / 52