فكان بعد كل هذا أن يدافع الشعب المسلم عن عقيدته وأرضه ودولته ونبيه ..
تنبيه هام :
لا يفهم من ذلك أن الجهاد في الإسلام لدفع العدوان فقط، أو أن الجهاد هو نوع واحد أو مرحلة واحدة .. كلا ! فالجهاد مراحل وأقسام ، فقد كان الجهاد فى بداية الدعوة، مقتصرا على الدعوة السلمية مع الصمود فى سبيلها للمحن والشدائد، ثم شرع الى جانبها - مع بدء الهجرة- القتال الدفاعى، أى رد كل قوة بمثلها، ثم شرع بعد ذلك قتال كل من وقف عقبة فى طريق إقامة المجتمع الإسلامى، على أن لا يقبل من الملاحدة والوثنيين والمشركين إلا الإسلام وذلك لعدم إمكان الإنسجام بين المجتمع الإسلامى الصحيح وما هم عليه من الإلحاد والوثنية، أما أهل الكتاب فيكفى خضوعهم للمجتمع الإسلامى وانضوائهم فى دولته على أن يدفعوا للدولة ما يسمى ( الجزية ) مكان ما يدفعه المسلمون من الزكاة. وعند هذه المرحلة الأخيرة استقر حكم الجهاد فى االإسلام، وهذا هو واجب المسلمين فى كل عصر إذا توافرت لديهم القوة والعدة اللازمة . وعن هذه المرحلة يقول الله تعالى :" قاتلوا الذين يلونكم من الكفار وليجدوا فيكم غلظة واعلموا أن الله مع المتقين " [ التوبة 123]، وعنها أيضا يقول الرسول -صلى الله عليه وسلم- :" أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله فمن قال لا إله إلا الله عصم منى ماله ونفسه إلا بحقه وحسابه على الله "(1).
المطلب الثاني : محمد - صلى الله عليه وسلم - القائد الرحيم :
يتحدث الباحث "وليم موير" عن معاملة النبي - صلى الله عليه وسلم - أعداءه تلك المعاملة التي اتسمت بالرحمة والعفو، حين فتحه مكة (في رمضان 8ه/ يناير 630 م) ، فيقول :
صفحہ 24