اخلاق عند غزالی

زكي مبارك d. 1371 AH
141

اخلاق عند غزالی

الأخلاق عند الغزالي

اصناف

أن يتفكر في السبب الذي يدعوه إلى الانتقام، ويمنعه من كظم الغيظ. (6)

أن يعلم أن غضبه من تعجبه من جريان الشيء على وفق مراد الله لا على وفق مراده.

أما علاج الغضب بالعمل فهو أن تستعيذ بالله من الشيطان الرجيم فإن لم ينفع بك، فاجلس إن كنت قائما، واضطجع إن كنت جالسا، واقرب من الأرض التي منها خلقت؛ لتعرف ذل نفسك، فإن لم ينفع ذلك فتوضأ، أو اغتسل بالماء البارد.

درء الشر بالشر

بعد أن بين الغزالي علاج الغضب، وفضيلة الحلم، وكظم الغيظ، أخذ في بيان القدر الذي يجوز الانتصار والتشفي به من الكلام. وهو على الجملة لا يجيز مقابلة الغيبة بالغيبة، ولا مقابلة التجسس بالتجسس، ولا السب بالسب، وكذا سائر المعاصي. ويجيز أن ينتصر المظلوم لنفسه بالكلام في غير تلك المنكرات، ولكن الأفضل تركه، فإنه يجر إلى ما وراءه، ولا يمنعه الاقتصار على قدر الحق فيه. والسكوت عن الجواب لعله أيسر من الشروع في الجواب والوقوف على حد الشرع فيه.

ثم قسم الناس باعتبار الغضب إلى أربعة أقسام: قسم سريع الوقود سريع الخمود، وقسم بطيء الوقود بطيء الخمود، وقسم سريع الوقود بطيء الخمود، وهو شرهم، وقسم بطيء الوقود سريع الخمود. قال الغزالي وهو الأحمد ما لم ينته إلى فتور الحمية والغيرة.

وقد أوجب على صاحب السلطان أن لا يعاقب أحدا في حال غضبه لأنه ربما يتعدى الواجب، ولأنه ربما يكون متغيظا على المعاقب فيكون متشفيا لغيظه ومريحا نفسه من ألم الغيظ، فيكون صاحب حظ، مع أن الواجب أن يكون انتقامه وانتصاره لله تعالى لا لنفسه.

ولا يفوتنا أن نذكر أن الغزالي كرر النصح بتجنب من يتبجحون بتشفي الغيظ وطاعة الغضب، ويسمون ذلك شجاعة ورجولة. فإن الفضل في الصفح الجميل.

الفصل الثاني

رذيلة الحقد

نامعلوم صفحہ