ولم يك أوسع الفتيان مالا
ولكن كان أرحبهم ذراعا
فقال: أصبت، هكذا هو.
وأنشدنا المبرد يوما أبياتا، ولم يسم شاعرها، وقال: لا أعرف في وصف أصحاب المعارف أحسن منها، وهى:
سلبنى نهيك طاعة لو أنها
رجمت بركز متالع لم تكلم
قوم إذا غمزوا قناة عدوهم
حطموا جوانبها ببأس محطم
في سيف إبراهيم خوف واقع
لذوى النفاق وفيه أمن المسلم
ويبيت يكلأ والعيون هواجع
مال المضيع ومهجة المستسلم
ليل يواصله بضوء نهاره
يقظان ليس يذوق نوم النوم
شد الخطام بأنف كل مخالف
حتى استقام له الذى لم يخطم
لا يصلح السلطان الا شدة
تغشي البرىء بفضل ذنب المجرم
[ومن الولاة مقحم لا يتقى
والسيف تقطر شفرتاه من الدم] «1»
منعت مهابتك النفوس حديثها
بالشيء تكرهه وإن لم تعلم
ونهجت فى سبل السياسة منهجا
فهمت مذهبه الذى لم يفهم
فكتبوها ولم أكبها، فقال لي: لم لا تكتبها، فقلت أنا أحفظ القصيدة. فقال لى لمن هى؟ فقلت: لأشجع السلمى فقال فيمن؟ فقلت فى ابراهيم وعثمان ابنى نهيك «2» قال. فأنشدنيها، فأنشدته.
لمن المنازل مثل ظهر الأرقم
قدمت وعهد أنيسها لم يقدم
فتكت بها سنتان يعتورانها
بالعاصفات وكل أسحم مرزم
دمن إذا استثبت عينك عهدها
رجعت إليك بناظر المتوهم
ولقد طعنا الليل فى أعجازه
بالكأس بين غطارف كالأنجم
صفحہ 84