وذكر جماعة أنهم يشاهدون فى هذا البحر- فى (1) الوقت الذى [تكثر] (2) فيه زيادة النيل بمصر، أو قبل ذلك بقليل- [ماء] (3) [يخرق] (4) هذا البحر ويشق قطعة منه من شدة جريانه، ويخرج من جبال الزنج، عرضه أكثر من ميل، [عذبا حلوا] (5)، يتكدر فى أول الزيادة بمصر وصعيدها.
قال: وذكر الجاحظ: أن نهر مهران [الذى هو نهر] (6) السند من نيل مصر، واستدل على ذلك بوجود التماسيح فيه (7).
قال المسعودى: وكان أحمد بن طولون (8) فى سنة نيف وستين ومائتين (9) بلغه أن رجلا بأعلى مصر من الصعيد، له ثلاثون ومائة سنة، من [الأقباط] (10) ممن يشار إليهم بالعلم، وأنه علامة بمصر وأرضها، من برها وبحرها، و[أخبارها وأخبار] (11) ملوكها. وأنه ممن سافر الأرض وتوسط الممالك، وشاهد الأمم من أنواع البيضان والسودان، وأنه ذو معرفة بأنواع هيئات الأفلاك [والنجوم] (12) وأحكامها. فبعث إليه أحمد/ وأخلى له نفسه [31] فى [ليال وأيام] (13) كثيرة، يسمع كلامه [وإيراداته] (14) وجواباته.
صفحہ 59