145

============================================================

ودام على ضيق المعيشة صابرا

على الذل والحال الدنية والفقر

ولم يحتوى للنفس عزا يصونها

فلا فرق بين العبد والرجل الحر

/ومن تصنيفات أب القاسم الحسين بن على المعرى كتابه فى الاماء الشاعرات، فانه أورد فيه جميع ما أورده الناس فى هذا الفن : من أبى الفرج الأصبهانى وأبى عبد الله الشلسى وغيرهم . وزاد عليهم زيادات أخر كثيرة ، قجاء كتايه هذا كاملا لم يصنع أحد في معناه . وما صنعه أيضا بميافارقبن كتابه فى مقامات الزهاد وهو سيعون جزءا لم يصسنع أحد فى معناه : وهو مع ذلك حسن الترسل ، مليح العبارة ، كامل الأدوات ، مفنن فى سائر العلوم ، ووزن فى وقتنا هذا ببغداد ، و شرف ولقب وعظم شأنه . فمما كتب به إل أبى مسلم مشرف بن عبيد الله ، وكان هذا الرجل يعرف بالمطران الكبير رئيس اليعاقية بتكريت ، فذكر أنه رأى رسول الله [صلى الله] غليه وسلم - فى متام حويل آوجب إسلامه ، فحضر دار السعيد ومنها إلى دار الخلافة ببغداد ، وأسلم وصار له صيت و ذكر . وكان إسلامه يوم الخميس السسابع من جمادى الاولى سنة سبع وأربع مائة : فكتب إليه أبو القاسم الحسين بن على المعرى من ميافارقين : -

بسم الله الرحمن الرحيم : كتبت إلى الشيخ الجليل ، أطال الله بقاءه ، وهذا دساء من حقق الله رجاءه ، إذ كان من سبقت له الحسنى ، وأدرك من شرف الآخرة المنى ، فكل يوم من أيامه دهر سعيد ، وكل وقت من أوقاته أمد بعيذ ، و لأنه من كان اهتداوه تذكرة للمهتدبن ، فهو شريك في أجور أعمالهم ، وقسيم فى ثواب أفعالهم ، وكأن عمره قد اتسع لعبادة طالت أيامها ولياليها ، وكأن

صفحہ 163