117

============================================================

من ضرب الحاليب ، مطيع لا يعرف الخلاف ، مظلوم لايؤثر الانتصاف ، قدت تل للجبين ، وضرج بدم الوتين ، وأولجت فيه السفافيد ، وعلق بها تعليق العناقيد ، وأصلى نار الجحيم ، وعذب العذاب الأليم ، ودفع إلى أمر عظيم ، وشغله ما نزل به من البلوى ، عن مواصلة الاستغاية والشكوى ، فهو المسكين من الحمالين والصابرين فى البأساء والضراء ، والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس ، والمؤثرين على أنفسهم لا عليها : "والجود بالنفي أقصى غاية الجود" فإذا قدم على الخوان ، بدا فى حلل من أرجوان ، فحين تسلبه ثيابه ، وتمزق عنه أهابه ، يفتر عن يقق ، ويسفر عن فلق ، كما قال عبد بنى الحسحاس :

إن كنت عبدا فنفسى حرة كرما

أو أسود الخلق إنى أبيض الخلق يتهرا من الايماء كالملسوع ، ملقى على جانبه كالمضروع ، يقول هيت لك ، جود لا أم لك .

تلك المكارم لا قعبان من لبن

انقضى باب الجدى يشره باب من الشاة

لكننى أخرت ذبحها ، اشفاقا على ماشيتى أن استنفد جميعها فى يوم واحد، فجعلت ذلك بابا مفردا ليوم مفرد، أبنى أمرى فيه على الصبوح ، وانشطر للتعبثة ف المسوح ، وأعلقها بعرقوبها، وأتجرد لتعذيبها، وأتولىبنفسى سلخها : وأكشف عظمها وممخها ، وأمتحن بذلككتاب التشريح ، وفى التلويح ما يغنى عن التصريعع ، ع يا سيدى هذا الباب الذى لا فائدة لك فيه ، فانما ذكره شبجون ، وتحذ فيما يعود عليك نفعه ، لأننى أغرفك تحب العاجلة ، وتذر الآجلة ، يثبع الجدى طباهجتان

صفحہ 135