روى ابن زبالة عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: ما زلت أضع خماري (5) وأتفضل في ثيابي (6) حتى دفن عمر، فلم أزل متحفظة في ثيابي حتى بنيت بيني وبين القبور جدارا (7). وروى ابن زبالة ويحيى من طريقه عن غير واحد منهم إبراهيم بن محمد بن عبد العزيز الزهري عن أبيه قال: جاف (1) بيت النبي صلى الله عليه وسلم من شرقيه، فجاء عمر بن عبد العزيز ومعه عبيد الله بن عبد الله بن عمر، فأمر ابن وردان أن يكشف عن الأساس، فبينا هو يكشفه إلى أن رفع يده وتنحى واجما، فقام عمر بن عبد العزيز فزعا فقال عبيد الله بن عبد الله بن عمر: أيها الأمير لا يرد عنك، فتانك قدما جدك عمر بن الخطاب ضاق البيت عنه فحفر له في الأساس فقال: يا ابن وردان (2) غط ما رأيت، ففعل (3) وروى أيضا عن المطلب أنه لما سقط الجدار من شق موضع الجنائز، أمر عمر بقباطي فخيطت (4)، ثم ستر بها، وأمر أبا حفصة مولى عائشة وناسا معه فبنوا الجدار، فجعلوا فيه كوة، فلما فرغوا منه ورفعوه دخل مزاحم مولى عمر فأقام ما سقط على القبر من التراب والطين، ونزع القباطي، وكان عمر يقول: لأن أكون وليت ما ولي مزاحم من قم القبور أحب إلي من أن يكون لي الدنيا كذا كذا، وذكر مرغوبا من الدنيا (5).
صفحہ 95