123

Akhbar al-Zaman

أخبار الزمان

ناشر

دار الأندلس للطباعة والنشر والتوزيع

پبلشر کا مقام

بيروت

اصناف

وشبهه في ذلك اليوم في صحيفة، وتطوى وتودع في خزائن الملك فعلى ذلك جرت أمورهم. وكان الملك إذا حزبه (١) أمر بجمعهم بخارج مصر، ويصطف لهم الناس بخارج المدينة ثم يقدمون ركبانا، يتقدم بعضهم بعضًا، ويضرب بين أيديهم بطبل الاجتماع، فيدخل كل واحد منهم بأعجوبة، فمنهم من يعلو وجهه نور مثل نور الشمس فلا يقدر أحدهم النظر اليه، ومنهم من يكون على يديه جوهر أخضر واحمر على ثوب من ذهب منسوج، ومنهم من يكون راكبًا على أسد متوشحًا بحيات عظام ومنهم من تكون عليه قبة من نور أو جوهر في صنوف من العجائب الكثيرة، إلا أن كل واحد إنما يصنع ما يدل عليه كوكبه الذي يعبده، فاذا دخلوا على الملك قالوا أرادنا الملك الامر كذا، وأضمر الملك كذا، والصواب فيه كذا. * * * وكان بمصر القديمة واسمها أمسوس ملك كاهن يقال له عيقام من ولد عرباق (٢) ابن آدم فتحكي أهل مصر عنه حكايات كثيرة تخرج عن العقل. وكان قبل الطوفان وقد رأى في علمه كون الطوفان، فأمر الشياطين الذين تطيعه أن يبنوا له مكانًا خلف خط الاستواء، بحيث لا يلحقه شئ من الآفات، فبنوا له القصر الذي [على] سفح جبل القمر، وهو قصر النحاس الذي فيه التماثيل من النحاس، وهي خمسة وثمانون تمثالًا، يخرج ماء النيل من حلوقها، وينصب الى بطحاء مصر. فلما عمل له ذلك القصر أحب أن يراه قبل أن يسكنه، فجلس في قبة،

١) في ب: إذا أحزبه، وفي ت: إذا جربه، والصواب ما ذكرناه. ٢) في ب: عراب. (*)

1 / 128