221

أخبار الدولة العباسية

أخبار الدولة العباسية

ایڈیٹر

عبد العزيز الدوري، عبد الجبار المطلبي

ناشر

دار الطليعة

پبلشر کا مقام

بيروت

اصناف

العيال، فحملت نفسي على إتيانه وأنا مخاطر، كأنّ من قال: معي نصيحة أدخل عليه، فأتيت الحاجب فقلت: أدخلني على أمير المؤمنين، قال:
ومن أنت؟ قلت: رجل أتيته بنصيحة، قال: وما هي؟ قلت: لا أخبرك، ولكنّني أمضي، فإن بلغه خبري أخبرته أنّي قد لقيتك، قال: مكانك، ودخل، فما لبث أن خرج فقال: ادخل. فلما [١٠٨ أ] دخلت وبصر بي نحّى من كان عنده من خدمه وقال: ادن منّي، فدنوت منه فقال: لا حيّا الله ولا قرّب، ما جاء بك؟ قلت: اشتدّت الحال، وكثر العيال، ولم آتك حتى لم أجد حيلة. قال: أخبرني عنك يوم ضمنت لك هذا المال ما سمعت من محمد يقول في ولده؟ فدفعت ذلك، فقال هو نفيّ من محمد، لئن لم تصدقني لأضربنّ عنقك. فقلت: أنا آمن؟ قال: نعم أنت آمن.
فأخبرته بما قال لأخويه وما قالا له، ووقفت عنده، فقال: تكلم إنّما أردت منك ما سمعت فأخبرته، فقال: صدقت. ثم دعا بأربعة آلاف درهم فوضعت بين يدي ونحّى الخادم ثم قال: خذها لا بارك الله لك فيها، وإنّي أعطي الله عهدا لئن سمع هذا الحديث لأضربنّ عنقك، فقلت: نعم إن سمعت به فاضرب عنقي.

1 / 227