رسالة مستفيضة يذكر فيها تفاصيل هذا الأمر وما اكتنفه، وأنه قد إستخار الله تعالى في ذلك فخار له زواجها وبسط له أمرها ويسره، كل ذلك في تفصيل شيق ممتع.
... أما الكتاب الآخر فهو من عبد القهار إلى أبي يوسف وريون بن الحسن. ردا على كتاب بعث به إليه وريون يطلب إليه فيه أن يكون له عينا على قاضي شباهة (سبها)، وأن يأخذ بنصيبه من أمور الإسلام. ويكشف جواب عبد القهار في هذا الشأن عن صورة من صور التنزه والتحرج عن الدخول في أمور الناس عند فساد الزمان. وقد برر موقف العزلة الذي ارتضاه بضعفه وتقدمه في العمر، عرض أمره هذا في إطار من النصيحة الصادقة، والموعظة البالغة لنفسه ولوريون في أسلوب مؤثر وجميل...
... وإذا تأملنا مادة هذه الأجوبة وجدنا أنفسنا أمام نماذج رفيعة من الفقه الحي الذي يرتبط بروح الدين الإسلامي الحنيف غضا طريا لم يشبه جمود الشكل الذي ظهر على الفقه في عصوره المتأخرة، مما يؤكد تقدم هذه الأجوبة من الناحية الزمنية.
... وأنت تقرأ أجوبة هذين الشيخين على ما وجه إليهم من مسائل ومشاكل فتجد نفسك مع كل منهما أمام فقيه مجتهد مصلح بمهمة قيام الحق وحصول التقوى مع الوقوف عند حدود الحكم الصحيح الثابت. كل منهما ينبه إلى ذلك ويحث عليه مع تمام الشفقة وكامل النصيحة للسائل، هذا مع تواضع جم، وإنابة وتسليم لله، واهتمام باتباع أحكامه والتزام أوامره والإقتداء بسنة نبيه عليه الصلاة والسلام.
صفحہ 4