ليوهموا الجاهلين أنهم من أهل الإسلام، وإذا وزنت أفعالهم على الصراط المستقيم وجدت الإسلام يتبرأ منهم تبرأ السليم من الوخيم، يتوجعون للإسلام والمسلمين إذا اجتمعت بهم وهم المقوضون لركنهما المتين، ألفاظهم في الطلاوة سلسبيل، ومعانيها تميت القلب الصحيح فضلا عن العليل تفرقوا في أنحاء البسيطة ما من قرية أو مدينة إلا وفيها منهم شرذمة نحيسة هم أضر على أخلاق أولاد المسلمين من أولاد إبليس اللعين، ولو كان لولاة الأمور نظر في مصالح المؤمنين لبحثوا عن هؤلاء وأخرجوهم من بين أظهر المسلمين؛ لأن مضرتهم على الشبان أشد سريانا من سم الأفعوان نرفع شكوانا إلى الله تعالى في أن يقيض أولي الهمم العالية ليتداركوا ويبادروا لرفع هذه البلية السارية من إفسادهم عقائد أولاد المسلمين، وحملهم إياهم على الازدراء بعقائد الدين حتى أنهم ليستهزئون بكل فعل من أفعال الدين، وإذا اجتمعوا بالمسلمين يداهنونهم على فعلهم ملبسين، ثم إن هؤلاء ألحقوا النقص على زعمهم بالأحياء والأموات حتى بالصحابة العدول والتابعين الأثبات، وطار صيتهم وذكرهم عند الأغبياء حيث لم يعتن بالرد عليهم العلماء؛ لأن الكثير منهم يتعاطى صناعة الصحافة ومن كان بهذا الوصف لا قيمة له ولا قيافة فهو أقل ممن يعتنى بالرد عليه؛ لأنه يرتكب في مقاله كل ما يهوى ويبني عليه، والذي أحوجني لأن أتعرض لبعض المواضع في مجلة المنار مع أني كنت قبل أرى تسريح النظر فيها من العار والشنار حيث إنها مشحونة بالإفك الصريح وبالتعرض لأعراض ساداته بالقول القبيح هو ما تقدم من نقل المسائل
1 / 4