وقتنا يحتجون بآراء الصحابة والتابعين ومن بعدهم ويرشد لصحة علمهم قوله ﵊: عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين من بعدي عضوا عليها بالنواخذ، وقوله أيضا: أصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم، وهم مجتهدون فكيف لا يحتج بقول المجتهد ما هذا القول إلا هفوة سقط بها قائلها من قنة شاهق، وأول من سن هذه السنة السيئة في علمي ابن حزم وهو عطية هذه الطائفة
قنافذ هداجون حول بيوتهم ... بما كان إياهم عطية عودا
وحال ابن حزم في شذوذه وخروجه عن السواد الأعظم وإطلاق لسانه على الأئمة المجتهدين معلوم عند أهل العلم، فمن يعلم حاله لا يقيم له وزنا وإن كان جبلا في العلم، فمن سلك مسلكه واتبع سبيله يحكم عليه بمثل حكمه، وسننقل عبارته عن قريب التي اغتر بها جمع غير أنهم مدلسون حيث يوهمون أتباعهم أنهم هم القائلون لتلك المقالة ولم ينسبوها لقائلها الأول.
(قوله) وعن الصلت بن رشد قال سألت طاوسا عن شيء فقال أكان هذا؟ قلت: نعم، قال: الله الذي لا إله إلا هو، قلت: الله الذي لا إله إلا هو، قال: إن أصحابنا حدثونا عن معاذ بن جبل ﵁ قال يا أيها الناس لا تعجلوا بالبلاء قبل