حمدا لمن جعل الشهادة في سبيله سبيل السعادة، ووفى المستشهدين ما وعدهم من الأجور والإفادة، وأنالهم من الخير الأخروي ما بلغوا به منازل الحسنى وزيادة، الذي بتك بالموت حبال الأعمار ، وجعل الدنيا دار ممر لا دار استقرار، نحمده ونصلي على نبيه الذي به أسوة المتأسين، وعلى آله الذين بذلوا أرواحهم في سبيل الجهاد، وعمروا أيامهم بتقوى الله رب العباد. وبعد فكتابنا هذا إلى الصنو الأوحد الهمام عبد الرحمن بن إسماعيل الشامي والكافة من الأصناء بني الشامي حرسهم الله تعالى وأهدى إليهم السلام، نعلمهم بما رضى به الرب بخيرته وقضاه بأمره وإرادته، من وفاة الصنو العلامة حسين بن إسماعيل الشامي تغمده الله تعالى برحمته، وأسكنه بحبوح جنته، أصابه في الظفير من مدفع العجم ما أخذ بعض لحم فخذه، وخرج عنه إلى حبور ثم منه إلى صاية بني نسر. وبها توفاه الله تعالى حميدا سعيدا شهيدا نهار الأحد الثالث والعشرين من شهر شعبان سنة 1323، ولقد كان لربه مرضيا، وفي سبيله مجاهدا ملاقيا، آمرا بالمعروف، ناهيا عن المنكر المخوف، حمل الحلال، وجاهد ذوي الضلال، حمدت عاقبته، وعلت عند الله درجته. ولقد مشى في طريق موصلة، وإلى محاسن برها متصلة. وما زال يعالج المعارك، ويباين كل هاذ وهالك، حتى حاز الفخرين، وقرت بأعماله من المؤمنين كل عين
وإنا معشر من مات منا ... فليس يموت موت المستكين
أو كما قيل:
تسيل على حد الظبات نفوسنا ... فليس على غير الظبات تسيل
برد الله مضجعه، وأحسن مرجعه، وروح روحه. ولقد عز علينا فراقه، وأوحشنا انطلاقه، فإنا لله وإنا إليه راجعون. هذا وبالله فثقوا وإياه فارجوا فإن المصاب من حرم الثواب. ونوصيكم أن تلزموا ما لزمه من الجهاد، وتعمروا ما بناه من العز الذي يراد، وتقبضوا على أذيال التسليم، لما به قضت خيرة السميع العليم. والسلام عليكم. 26شعبان سنة 1323.
صفحہ 83