قال: «وهل صدقت قولها؟»
قال: «لم أصدق، فأردت أن أجرب ذلك فيها.»
قال: «وتقتلها!»
قال: «إنها تدعي أن الدواء مجرب، لا ريب في فعله، ولولا ذلك لم تعرض نفسها للقتل، فقد ألحت علي على أن أضرب بقوة.»
فلما سمع الترجمان قوله ابتسم وأدار وجهه حتى استقبل دميانة وهي لا تزال جاثية مطرقة وتتمتم كمن يصلي، فلما اقترب سمعان منها رفعت بصرها إليه وعيناها تتلألآن بالدمع فقال لها: «هل تعتقدين ما ذكرت عن هذا الدواء؟»
قالت: «كيف لا وأنا أطلب تجربته في نفسي؟ دعه يضرب ثم يرى ما يكون.»
فضحك سمعان وقال: «هذا لا يجوز علي يا دميانة؛ فقد عرفت قصدك.» وتحول نحو الأمير وقال: «لا تصدقها يا سيدي، ولا تطلق المهند من يمينك، إلا إذا كنت تريد قتلها؛ إنها تعلم يقينا أن العقار لا ينفع، وأن الضربة من يدك تقضي عليها.»
فأجاب والدهشة ظاهرة في عينيه: «تعرف ذلك وتعرض نفسها للقتل؟ لا، لا، هذا لا يكون. دعني أجرب.»
فصاحت دميانة: «دعه يجرب وسترى صدق قولي، فأستريح من هذا الأسر ويرجعني إلى أهلي.»
قال: «لا تفعل يا سيدي؛ إنها تبغي الموت.»
نامعلوم صفحہ