لاحظت أن راي يضحك فنظرت إليه عابسا. قلت: «ما الذي تضحك عليه؟» وتابعت: «إنك لم تقرأ شيئا لمالكولم قط. ولا تعرف حتى ماذا يقول.»
فجذب راي كرة السلة من يدي واتجه إلى الحافة المقابلة. وصاح: «إنني لا أحتاج إلى كتب لتخبرني كيف أكون أسود.» فبدأت أجيب عليه ثم استدرت إلى مالك متوقعا بعض عبارات المساندة منه. لكن الرجل المسلم لم يقل شيئا، وارتسمت على وجهه النحيل ابتسامة حالمة. •••
بعد ذلك قررت أن أكتم آرائي، وتعلمت أن أخفي انفعالي. ومع ذلك، بعد بضعة أسابيع استيقظت على صوت جدال في المطبخ؛ صوت جدتي الذي كان لا يكاد يسمع ويتبعه صوت جدي العميق وهو يتذمر. ففتحت الباب ورأيت جدتي وهي تدخل إلى غرفة نومها لترتدي ملابسها وتذهب إلى العمل. فسألتها ماذا حدث. «لا شيء. كل ما هنالك أن جدك لا يريد أن يقلني إلى العمل هذا الصباح. هذا كل شيء.»
وعندما دخلت إلى المطبخ كان جدي يغمغم متذمرا. وصب لنفسه كوبا من القهوة وأخبرته أنني مستعد لأن أقل جدتي إلى العمل إذا كان متعبا. وكان ذلك عرضا جريئا لأنني لم أكن أحب الاستيقاظ مبكرا. وقد قابل جدي عرضي بأن قطب جبينه. «ليست هذه هي المشكلة. إنها تريد أن تجعلني أشعر بالذنب.» «أنا واثق أن هذا ليس هو الهدف يا جدي.»
فارتشف من قهوته. ثم قال: «بل هذا هو الهدف بالطبع.» وتابع: «إنها تستقل الحافلة منذ أن عملت في المصرف. وكانت تقول إن الأمر كان أسهل . والآن فقط لأنها منزعجة قليلا، تريد أن تغير كل شيء.»
ظهرت جدتي بقوامها القصير في الردهة تنظر إلينا من خلف نظارتها ذات العدسات الثنائية البؤرة.
وقالت: «هذا ليس صحيحا يا ستانلي.»
فاصطحبتها إلى الغرفة الأخرى وسألتها عما حدث.
فقالت: «رجل طلب مني نقودا بالأمس. ذلك عندما كنت بانتظار الحافلة.» «هل هذا كل ما في الأمر؟»
ضمت شفتيها في غضب. ثم قالت: «كان عدوانيا للغاية يا باري. عدواني للغاية. أعطيته دولارا وظل يطلب مني المزيد. وأظن أنه إذا لم تكن الحافلة قد وصلت، كان من الممكن أن يضربني على رأسي.»
نامعلوم صفحہ