خواب میرے والد سے

باراك أوباما d. 1450 AH
25

خواب میرے والد سے

أحلام من أبي: قصة عرق وإرث

اصناف

كانت تقول: «إنهم ليسوا شعبي.»

ومع ذلك فمثل هذه المناقشات نادرا ما كانت تحدث، وقد ظلت علاقة لولو وأمي يسودها الود عند ميلاد أختي مايا وانفصالهما وطلاقهما في النهاية، وحتى المرة الأخيرة التي رأيت فيها لولو بعد 10 سنوات عندما ساعدته أمي على السفر إلى لوس أنجلوس للعلاج من مرض في الكبد تسبب في وفاته وهو في الحادية والخمسين من عمره. أما التوتر الذي لاحظته فكان يتعلق في المقام الأول بالتغير التدريجي في سلوك أمي تجاهي. لقد كانت دائما تشجعني على أن أتشرب الثقافة الإندونيسية بسرعة، وقد جعلني هذا إلى حد ما أتمتع باكتفاء ذاتي ولا أطلب الكثير نظرا للميزانية المحدودة، وجعلني حسن الخلق بالمقارنة بالأطفال الأمريكيين الآخرين. لقد علمتني أن أحتقر المزيج من الجهل والغرور الذي كان في أغلب الأحيان صفة للأمريكيين بالخارج. لكنها أصبحت تدرك - مثل لولو بالضبط - الهوة الكبيرة التي تفصل بين فرص الحياة المتاحة أمام أمريكي وتلك المتاحة أمام إندونيسي. وعرفت إلى أي جانب تريد أن يكون ابنها. فقررت أنني أمريكي، وحياتي الحقيقية توجد في مكان آخر.

تركزت جهودها المبدئية على التعليم. ومع عدم توفر النقود المناسبة كي ألتحق بالمدرسة الدولية حيث يدرس معظم الطلاب الأجانب في جاكرتا؛ فقد رتبت منذ لحظة وصولنا كي تضيف إلى تعليمي في المدارس الإندونيسية منهجا دراسيا أمريكيا أدرسه بالمراسلة.

وفي ذلك الوقت تضاعفت جهودها. فطوال خمسة أيام في الأسبوع كانت تدخل إلى غرفتي في الرابعة صباحا، وتجبرني على تناول طعام الإفطار وتعطيني دروسا في اللغة الإنجليزية لمدة ثلاث ساعات قبل أن أذهب إلى المدرسة وتذهب هي إلى عملها. وقد قاومت هذا النظام بشدة، لكن في مقابل كل وسيلة كنت أتدبرها، سواء أكانت غير مقنعة (مثل ألم في معدتي) أو حقيقية بصورة لا تقبل النقاش (مثل أن تغمض عيني كل خمس دقائق)، كانت أمي تكرر على مسامعي بصبر أقوى وسيلة دفاعية لديها: «هذا الأمر ليس نزهة لي أنا أيضا أيها الصبي.»

ثم كانت هناك المخاوف التي تظهر من حين لآخر فيما يخص سلامتي، وصوت جدتي يتصاعد. وأذكر أني عدت إلى المنزل بعد أن أسدل الليل ستائره في أحد الأيام لأجد أن هناك فرقة بحث كبيرة محتشدة في فناء منزلنا. لم تبد أمي سعيدة ولكنها شعرت بارتياح شديد لرؤيتي حتى إنها استغرقت عدة دقائق لتلاحظ أن جوربا مبتلا ومتسخا بالوحل ملفوفا حول ساعدي. «ما هذا؟» «ماذا؟» «هذا! لماذا تلف ساعدك بجورب؟» «لقد جرحت نفسي.» «دعني أر.» «الأمر ليس بهذه الخطورة.» «باري. دعني أر.»

فنزعت الجورب لأريها جرحا طويلا يمتد من الرسغ إلى المرفق. كان بعيدا عن الوريد ببوصة واحدة لكنه عميق عند العضلة حيث يظهر لحم دام من أسفل الجلد. وعلى أمل أن تهدأ شرحت لها ما حدث وهو أنني وصديقي سافرنا متطفلين إلى مزرعة عائلته، ثم بدأت الأمطار تهطل، وفي المزرعة كان هناك مكان رائع للتزلق على الوحل، وكانت هناك أسلاك شائكة تعين حدود المزرعة، و...

صاحت أمي: «لولو!»

وعندما تقص أمي هذه القصة الآن فإنها تضحك عند هذه النقطة، ضحكة أم سامحت ابنها على الأخطاء التي مضت. لكن نبرتها تتغير تغيرا طفيفا عندما تتذكر أن لولو اقترح أن ننتظر إلى الصباح لتضميد الجرح، وأنه كان عليها أن ترهب جارنا الوحيد الذي يمتلك سيارة بالصياح في وجهه ليصطحبنا إلى المستشفى. وتتذكر أمي أن معظم الأضواء كانت مطفأة في المستشفى عندما وصلنا، ولا يوجد أي موظف في الاستقبال، وتتذكر صوت خطواتها المضطربة تتردد عبر الرواق حتى وجدت أخيرا شابين يرتديان شورت لعبة الملاكمة يلعبان الدومينو في غرفة صغيرة في الخلف. وعندما سألتهما أين الأطباء، أجابها الرجل بابتهاج: «نحن الأطباء»، واستكملا لعبتهما قبل أن يرتديا سرواليهما ويخيطان ذراعي بعشرين غرزة تركت ندبة قبيحة المنظر. وطوال ذلك الوقت، كان هناك شعور يسيطر عليها أن حياة طفلها ربما تضيع عندما يغيب عن ناظريها، وأن جميع من حولها سيكون مشغولا في محاولة النجاة بنفسه حتى إنه لن يلاحظ، وأنه عندما نظرت حولها وجدت أنه سيكون معها الكثير من المتعاطفين لكن لا أحد سيقف إلى جوارها وهي تقاوم المصير الذي يهددها.

وأدرك الآن أن مثل تلك الأمور، غير الملموسة مثل النصوص الدراسية والخدمات الطبية، هي التي أصبحت محور تركيز دروسها معي. فكانت تقول لي: «إذا أردت أن تكون إنسانا فإنك بحاجة إلى بعض القيم»:

الأمانة: ما كان ينبغي للولو أن يخبئ الثلاجة في حجرة التخزين عندما جاء مسئولو الضرائب، حتى إذا كان الجميع - ومنهم مسئولو الضرائب أنفسهم - يتوقعون مثل هذه الأمور. العدالة: لا ينبغي لأولياء أمور الطلاب الأكثر ثراء أن يهدوا المدرسين أجهزة تليفزيون في شهر رمضان، وليس من حق أطفالهم أن يفتخروا بالدرجات العالية التي يحصلون عليها. الصراحة: إذا لم يكن القميص الذي اشتريته لك في عيد ميلادك قد أعجبك، كان يجب أن تقول هذا بدلا من أن تتركه في قاع خزانة ملابسك. استقلال الرأي: إذا كان الأطفال يستهزئون بالصبي الفقير بسبب الطريقة التي يقص بها شعره فلا يعني هذا أن تفعل مثلهم.

نامعلوم صفحہ