وللترمذي وصححه عن عمارة بن عمير قال: "لما قتل عبيد الله بن زياد، أتي برأسه ورؤوس أصحابه فألقيت في الرحبة، فجاءت حية عظيمة، فتفرق الناس من فزعها، فتخللت الرؤوس، حتى دخلت في منخر عبيد الله بن زياد، ثم خرجت من فيه، ثم دخلت من فيه وخرجت من أنفه، ففعلت به مرارا، ثم ذهبت، ثم عادت ففعلت به مثل ذلك - مرارا - من بين الرؤوس، ولا يُدْرَى من أين جاءت ولا أين ذهبت".
وللبيهقي في الشعب عن عبد الحميد بن محمود المعولي قال: "كنت جالسا عند ابن عباس، فأتاه قوم، فقالوا: إنا خرجنا، ومعنا صاحب لنا، حتى أتينا ذا الصفاح، فمات، فهيأناه، ثم انطلقنا، فحفرنا له قبرا ولحدنا له، فلما فرغنا من لحده، فإذا نحن بأسود، قد ملأ اللحد، فتركناه، وحفرنا له مكانا آخر، فلما فرغنا من لحده، إذا نحن بأسود قد ملأ اللحد، فقال ابن عباس: ذلك عمله الذي كان يعمل، انطلقوا فادفنوه في بعضها، فوالذي نفسي بيده لو حفرتم الأرض كلها لوجدتموه فيها، فانطلقنا فدفناه في بعضها، فلما رجعنا سألنا امرأته: ما كان عمل زوجك؟ قالت: كان يبيع الطعام، فيأخذ منه كل يوم قوت أهله ثم يقرض ١ الفضل مثله فيلقيه فيه".
وروى تمام عن أبي علي محمد بن ماهان الأنصاري عن عصمة بن أبي عصمة البخاري عن أحمد بن عمار بن خالد التمار عن عصمة العباداني قال: "كنت أجول في بعض الفلوات إذ أبصرت ديرا، وإذا في الدير صومعة،
_________
١ لم تتضح في الأصل ونقلناها من الروح لابن القيم ص ٧٠.؟
1 / 35