189

احکام القرآن

أحكام القرآن لابن الفرس

تحقیق کنندہ

صلاح الدين بو عفيف

ناشر

دار ابن حزم للطباعة والنشر والتوزيع

ایڈیشن نمبر

الأولى

اشاعت کا سال

١٤٢٧ هـ - ٢٠٠٦ م

پبلشر کا مقام

بيروت - لبنان

اصناف

(١٨٩) - قوله تعالى: ﴿وليس البر﴾ الآية [البقرة: ١٨٩]
اختلف في تأويل هذه الآية، فقال البراء بن عازب والزهري، وقادة: سببها أن الأنصار كانوا إذا حجوا أو اعتمروا يلتزمون إلى أن يحول بينهم وبين السماء حائل، وكانوا يتنسمون ظهور بيتهم على الجدارات. وقيل: كانوا يجعلون في ظهور بيوتهم فتوحًا يدخلون منها ولا يدخلون من الأبواب. قيل: كان أحدهم إذا خرج في حاجته ولم يقضها استطار بذلك ولم يدخل من باب داره، ولكن من ظهورها، فجاء رجل منهم فدخل من باب بيته فعير بذلك. فنزلت الآية. وقال إبراهيم: كان يفعل ذلك قوم من أهل الحجاز. وقال السدي: ناس من العرب، وهم الذين يسمون الحمس، قال: فدخل النبي ﷺ بابًا رفعه رجل منهم، فوقف ذلك الرجل وقال: أنا أحمس، فقال النبي ﷺ: «وَأَنَا أَحْمُسُ» فنزلت الآية. وروى الربيع أن النبي ﷺ دخل خلفه رجل أنصار فدخل وخرق عادة قومه، فقال له النبي ﷺ: «إِنِّي أَحْمُسٌ» أي من قوم لا يدينون بذلك، فقال الرجل وأنا ديني دينك فنزلت الآية.
وهذه الأقوال أقوال من جعل الآية سببًا. وقال أبو عبيدة: الآية ضرب مثل أي ليس البر أن تسألوا الجهال ولكن اتقوا واسألوا العلماء. فهذا

1 / 221