Ahkam al-Qur'an by Bakr ibn Alaa - Dubai Prize Edition
أحكام القرآن لبكر بن العلاء - ط جائزة دبي
تحقیق کنندہ
سلمان الصمدي
ناشر
جائزة دبي الدولية للقرآن الكريم
ایڈیشن نمبر
الأولى
اشاعت کا سال
١٤٣٧ هـ - ٢٠١٦ م
پبلشر کا مقام
دبي - الإمارات العربية المتحدة
اصناف
أحكام القرآن
تأليف
القاضي الفقيه الإمام أبي الفضل بكر بن محمد بن العلاء القشيري البصري المالكي
المتوفى سنة ٣٤٤ هـ
رواية أبي بكر محمد بن عبد اللَّه الأدفوي عنه
تحقيق
سلمان الصمدي
[الجزء الأول]
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
أَحْكَامُ القُرْآنِ [١]
أحكام القرآن تأليف: القاضي بكر بن محمد بن العلاء القشيري تحقيق: سلمان الصمدي الطبعة الأولى: ١٤٣٧ هـ - ٢٠١٦ م جميع الحقوق محفوظة لجائزة دبي الدولية للقرآن الكريم © طبع بموجب إذن طباعة من المجلس الوطني للإعلام بدولة الإمارات رقم ٨٩٢٩٠ - تاريخ ٢٠/ ١٢/ ٢٠١٥ جائزة دبي الدولية للقرآن الكريم وحدة البحوث والدراسات ص ب: ٤٢٠٤٢ دبي - الإمارات العربية المتحدة هاتف: ٩٧١٤٢٦١٠٦٦٦ + فاكس: ٩٧١٤٢٦١٠٠٨٨ + الموقع على الإنترنت: www.quran.gov.ae البريد الإلكتروني: Research@quran.gov.ae
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
أَحْكَامُ القُرْآنِ [١]
أحكام القرآن تأليف: القاضي بكر بن محمد بن العلاء القشيري تحقيق: سلمان الصمدي الطبعة الأولى: ١٤٣٧ هـ - ٢٠١٦ م جميع الحقوق محفوظة لجائزة دبي الدولية للقرآن الكريم © طبع بموجب إذن طباعة من المجلس الوطني للإعلام بدولة الإمارات رقم ٨٩٢٩٠ - تاريخ ٢٠/ ١٢/ ٢٠١٥ جائزة دبي الدولية للقرآن الكريم وحدة البحوث والدراسات ص ب: ٤٢٠٤٢ دبي - الإمارات العربية المتحدة هاتف: ٩٧١٤٢٦١٠٦٦٦ + فاكس: ٩٧١٤٢٦١٠٠٨٨ + الموقع على الإنترنت: www.quran.gov.ae البريد الإلكتروني: Research@quran.gov.ae
نامعلوم صفحہ
الافتتاحية
الحمد للَّه رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا محمد، خاتم النبيين وإمام المرسلين، وخير خلق اللَّه أجمعين، ورحمة اللَّه للعالمين، وعلى آله وصحبه أجمعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
وبعد، فإن القرآن الكريم هو الرسالة الخاتمة، والمعجزة الخالدة، أنزله اللَّه سبحانه على قلب رسوله وحبيبه محمد ﷺ، فسطعت أنوار معرفته، وتجلت أسرار إعجازه، وأخذت روعة بيانه بالألباب، وأسرت القلوب والأفئدة، وتحدى الأولين والآخرين من الثقلين أن يأتوا بمثله، فقال: ﴿قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا﴾ [الإسراء: ٨٨] وأدرك المخاطبون أنهم أمام بيان معجز، فأذعن الإنس والجن بأنه كلام اللَّه المعجز، ونطق لسان العدو اللدود له بأن "له لحلاوة، وإن عليه لطلاوة، وإن أعلاه لمثمر، وإن أسفله لمغدق، وإنه ليعلو ولا يعلى عليه، وما يقول هذا بشر"، مصداقًا لقوله تعالى: ﴿لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ﴾، وإنه حبل اللَّه المتين، والنور المبين، والصراط المستقيم، والحجة الباقية إلى يوم الدين، لا يشبع منه العلماء، ولا تنقضي عجائبه، وقد تكفل اللَّه سبحانه بحفظه، وصانه أن تطال إليه يد التحريف والتبديل، فقال: ﴿إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ﴾ [الحجر: ٩].
1 / 1
ومنذ أن أنزل القرآن على الرسول الكريم ﷺ، صار شغل الأمة الشاغل، قراءة، وتزكية، وتعلمًا وتعليمًا، وحفظًا، وعملًا، وتدبرًا، وأفرغوا في تفسير نصوصه، وتحليل خطابه، والكشف عن كنوزه كل طاقاتهم، فتحقق للقرآن الكريم من العناية والحفاوة ما لم يتحقق قط لكتاب سماوي أو أرضي، ولن يتحقق ذلك. وقد هيأ اللَّه لكتابه الكريم أقوامًا من شعوب وقبائل شتى، عربًا وعجمًا، يتسابقون ويتنافسون في خدمته، والذود عنه، فخرجوا بأنواع شتى من أصناف التفسير والتحليل، من تفسير بالمأثور، وآخر بالرأي، وآخر يعنى بالنحو والبلاغة، وآخر يعنى بالتفسير الفقهي وغير ذلك من أصناف التفسير.
وهذا الكتاب: "أحكام القرآن، للقاضي بكر بن إسماعيل القشيري"، من أقدم الكتب التي وصلتنا كاملة، ونحى به مؤلفه منحًى فقهيًا، وقد أذن اللَّه له ليرى النور، نضعه بين أيدى طلاب العلم، لتقر أعينهم به.
وقد أُلِّف هذا الكتاب في عصر كان من أزهى عصور الإسلام ازدهارًا للعلم، ودولة الإسلام قائمة وشرع اللَّه هو الحاكم على ربوع المسلمين، والمسلمون في عزتهم، وهم يومئذ في طليعة الأمم، وكانت المساجد جامعات تزدهر بالمناظرات العلمية، والساحة العلمية تعج بالبحث والمناقشات والردود، فالفكر الإسلامي لم يعرف التحجر ولا الجمود، بل باب المناقشات والردود كان مفتوحًا إلى أبعد مدى، في مثل هذه الظروف ألف هذا الكتاب، وانعكس روح العصر فيه، ففيه ردود ومناقشات، وعرض للأدلة على طربقة المناظرات العلمية، لكنّ الردود على الإمام الشافعي ﵁ اتسمت بالعنف، وحادت عن الموضوعية والمناقشة العلمية الهادئة إلى الطعن والتجريح -أحيانًا-، ونحن لم نشأ أن نتدخل في هذه الردود بالتعليق، فإن الإجابة عن مثل هذه الردود قد تولاها علماء الشافعية وغيرهم، وهي مبثوثة في الكتب، فلم
1 / 2
يكن هناك من داعٍ لإثقال الهوامش بمناقشات فات أوانها، وقد كفيناها، وإنما ننبه القارئ الكريم أننا نعيش زمنًا غير تلك الأزمنة، فإن كانت هناك مسوغات على هذه الردود في تلك العصور، فإن زماننا لا يتحمل مثل هذه المناقشات، ولا مسوّغ عن الخروج عن المنهج العلمي المنضبط في المناقشات، وإن كنّا نقطع بسلامة قصد السابقين، وابتغائهم الحق، ولكن البشر -عدا الأنبياء- مهما بلغوا من العلم مقامًا ومن الفضل شأوًا فإنهم غير معصومين عن الخطأ، وقديما قيل: لكل عالم هفوة ﴿رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ﴾ [الحشر: ١٠].
ومن منطلق رسالة جائزة دبي الدولية للقرآن الكريم في نشر الثقافة القرآنية، وتعميمها، يشرفها أن تسهم في خدمة كتاب اللَّه العزيز، وتقدم إلى المكتبة الإسلامية في سلسلة الدراسات القرآنية هذا الكتاب، راجين المولى ﷿ أن يجعل هذا الكتاب وغيره من إنجازات الجائزة صدقة جارية في صحيفة أعمال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات العربيّة المتّحدة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، راعي الجائزة الذي أنشأ هذه الجائزة لتكون منار خير تنشر ما تجود به القرائح في حقل الدراسات القرآنية، وتخدم القرآن الكريم بسبل شتى، فجزاه اللَّه عن القرآن وأهله خير الجزاء.
ومن منطلق إسناد الفضل لأهله، فإن وحدة البحوث والدراسات في الجائزة تتقدم بالشكر والتقدير إلى رئيس اللجنة المنظمة للجائزة سعادة المستشار إبراهيم محمد بوملحه، مستشار صاحب السمو حاكم دبي للشؤون الثقافية والإنسانية الذي ما فتئ يشجع نشر الكتب العلمية القيمة في إطار رسالة الجائزة في خدمة كتاب اللَّه الكريم وسنة رسوله العظيم ﷺ.
1 / 3
وفي الختام نسأل اللَّه أن يجزل الأجر لمؤلف هذا الكتاب، وأن يغفر له ما بدر منه، وأن يجعله مع الإمام الشافعي ﵁ في جنان الخلد، من الذين قال اللَّه فيهم ﴿وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ﴾ [الحجر: ٤٧]، وأن يكتب لمحقق هذا الكتاب عظيم المثوبة، ولكل من أسهم في خدمته وتصحيحه وتدقيقه وإخراجه في هذا الثوب القشيب.
وصلى اللَّه وسلّم على سيّدنا محمّد وعلى آله وصحبه أجمعين، والحمد للَّه رب العالمين الذي بنعمته تتم الصالحات.
الأستاذ الدكتور محمد عبد الرحيم سلطان العلماء
رئيس وحدة البحوث والدراسات
1 / 4
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الحمد للَّه تعالى، أشكره شكرًا يتوالى، وأصلي وأسلم سيدنا محمد إمام الأصفياء، وعلى آله الأنقياء الأتقياء، وصحابته الرحماء الأقوياء.
أما بعد، فلم يعد خافيًا عن أنظار الدارسين، ما تميز به الأئمة المالكيون، ولا سيما المتقدمون، من رسوخ القدم ورحابة الباع في تحرير المسائل، وإقامة البراهين والدلائل، وقد ضَرَب حُذّاق أهل العراق من ذلك بالحظ الموفور، وأقاموا للاستدلال والتأصيل لمسائل المذهب تجارة لن تبور، وبتوالي بروز مصنفاتهم إلى عالم المطبوعات، ترسخت هذه الحقيقة، وزَهَقَت التهمة الشهيرة، والفِرية الخطيرة، بأن الفقه المالكي لم يُشَيَّد على أساس، وأن أحكامه لم تصدر عن النص أو معتبَر القياس، وأضحى من يردد هذا الكلام بإطلاق نائيًا عن العدل والإنصاف، حليفَ الجور والاعتساف.
ويعتبر الكتاب الذي بين يديك، من أوضح تلك الدلائل وأجلاها، وقد حاز عددًا من المزايا والمحاسن الناطقة بقدره وجليل منزلته بين مصنفات المذهب، فموضوعه تفسير آيات الأحكام، وهو ضرب من ضروب العناية بالدليل في باب الدراسة الفقهية، كما يعد الكتاب أقدم كتب أحكام القرآن التي وصلتنا تامة إلى حدود كتابة هذه الأسطر، حيث لم يصلنا من أحكام القاضي إسماعيل ابن إسحاق (٢٨٢ هـ) سوى ورقات معدودة، طبعت في مجلد لا يبلغ نصف عُشر الكتاب، بل لم يصلنا من مصنفات غير المالكية في هذا الباب قبله، سوى طرف من كتاب أبي جعفر الطحاوي الحنفي (٣٢١ هـ)، وقد طبع في مجلدين.
1 / 5
وميزة قِدم الكتاب بالنسبة لما طُبِع، مع حُفولِه بالاستدلال للمذهب، والمحاماة عنه والرد على مخالفيه، أنه يوقف الدارسين على صفحة من صفحات ميلاد مناهج الخلاف، والجدل، والمناظرة، والاستدلال، والتقعيد والتعليل الفقهي للأحكام، كما يحتفظ الكتاب بنصوص كثيرة لشيخ مالكية العراق بلا مدافع القاضي إسماعيل بن إسحاق، على اعتبار الكتاب اختصارًا لأحكامه. .
ومؤلف الكتابِ الإمامُ القاضي الفقيه، الأصولي النظار، المحدث الرّاوِيَة، المفسِّر لكلام اللَّه تعالى، بكر بن العلاء القشيري البصري المالكي، مجتمعٌ على جلالة قدره وعظيم مكانته، وأنه "من كبار الفقهاء المالكيين" كما نقل القاضي عياض، وأنه "من أهل التحقيق من المفسرين، والعلماء الراسخين" كما وصفه القرطبي.
وبالرغم من كون الكتاب مختصرًا من أحكام القاضي إسماعيل، إلا أن منهجه في الاختصار والزيادة لم يجعله مجرد تهذيب وحسب، بل غَيَّر وجه الكتاب تمامًا، وأكسبه استقلالًا في البناء والمضمون.
كل هذه الاعتبارات وغيرها، جعلت كتاب "أحكام القرآن" للقاضي بكر بن العلاء، أحد أهم مصادر الفقه المالكي، ودَعَت بإلحاح إلى التعجيل بإخراجه إلى الدارسين.
وقد حُقق الكتاب في رسالتين جامعيتين بجامعة الإمام محمد بن سُعود بالمملكة السعودية، ولم ير النور فيما علصت إلى اليوم، وقد اطلعت على ما وضع من الرسالتين مرقونًا على شبكة الإنترنت، فألفيته جهدًا مشكورًا، اعترته بعض الملاحظات مثل الإطالة في التعليقات وإثقال الهوامش بما لا تحتمله من النقول والترجيح، والإطالة في التخريج، فضلًا عن وقوع كثير من التصحيفات والتحريفات، والكمال للَّه تعالى وحده، لأجل هذا قوي عزمي على إخراج الكتاب بمنهج مقارِب مقتصِد، جاعلًا غرضي الأول إقامة نصوصه، وتصحيح
1 / 6
حروفه، مع التعليق كلما اشتدت الضرورة إليه، فعسى أن يقع عملي هذا من الدارسين موقع القَبول، ويؤدي لهم يدًا أجد ذُخْرَها يوم الحساب، وعساهم يتجاوزون عما يجدونه من هنات وزلات، فـ ﴿لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا﴾.
وختامًا، أنوه بفضل ذوي الفضل في إنجاز العمل، وعلى رأسهم الأستاذ البحاثة سيدي محمد بن عبد اللَّه الشعار البيروتي الحنفي، الذي لم يدخر جهدًا في التصحيح والمقابلة والإخراج الفني، حتى جاء على الهيئة التي هو عليها الآن، فاللَّهَ أسألُ أن يبارك فيه، ويجزيه خير الجزاء، ولغيره من الإخوة الكرام الأفاضل أقولهم ما قال الشاعر:
فإن أكن ساكتًا عن شكر أنعمه ... فإن ذاك لعجزي لا لإغفالي
وصلى اللَّه وسلم وبارك على سيدنا محمد إمام المرسلين، وعلى آله وصحبه والتابعين، والحمد للَّه رب العالمين.
كتبه سلمان بن عبد السلام الصمدي
بالقصر الكبير شمال المغرب الأقصى حرسه اللَّه تعالى
يوم الاثنين غُرّة رجب الفَرْد عام ١٤٣٦ هـ
الموافق ٢٠ أبريل ٢٠١٥ م.
1 / 7
القاضي بكر بن العلاء القشيري عصره وترجمته
أ - نظرة في عصر القاضي
تنقسم حياة القاضي بكر بن العلاء إلى مرحلتين زمنيتين، الأولى منها هي: "المرحلة العراقية"، وتمتد من الميلاد في سنة (٢٦٤ هـ)، إلى ما "قبل الثلاثين وثلاثمائة" (^١)، ثم الرحلة إلى مصر لتبتدئ "المرحة المصرية"، وتمتدَّ إلى سنة الوفاة (٣٤٤ هـ)، وسأعرض هنا بحول اللَّه أهمَّ معالمِ هذا العصرِ الذي عاشه القاضي في الجانبين السياسيِّ والعلميِّ.
الحالة السياسية
نشأ القاضي وترعرع في ظل الدولة العباسية وعاصر عددًا من خلفائها وهم:
- المعتمد على اللَّه، أحمد بن المتوكل، الذي تولى الخلافة من سنة (٢٥٦ هـ) (^٢) إلى سنة (٢٧٩ هـ)، فعاصره القاضي الخمس عشرة سنةً الأولى من حياته.
- المعتضد باللَّه، أحمد بن الموفق، الذي تولى الخلافة من سنة (٢٧٩ هـ) (^٣) إلى سنة (٢٨٩ هـ).
_________
(^١) ترتيب المدارك (٥/ ٢٧١).
(^٢) تاريخ الطبري (٩/ ٤٧٤).
(^٣) المصدر نفسه (١٠/ ٣٠).
1 / 9
- المكتفي باللَّه، علي بن المعتضد، الذي تولى الخلافة من سنة (٢٨٩ هـ) (^١) إلى سنة (٢٩٥ هـ).
- المقتدر باللَّه، جعفر بن المعتضد، الذي تولى الخلافة من سنة (٢٩٥ هـ) (^٢) إلى (٣٢٠ هـ).
- القاهر باللَّه، ابن المعتضد، تولى الخلافة من سنة (٣٢٠ هـ) (^٣) إلى أن خُلع سنة (٣٢٢ هـ).
- الراضي باللَّه، محمد بن المقتدر، تولى الخلافة من سنة (٣٢٢ هـ) (^٤)، إلى (٣٢٩ هـ).
عرفت الدولة العباسية على عهد هؤلاء الخلفاء انتكاسًا وتدهورًا، فبدأ ظلها يتقلص، ورُقعتها تَنقص من أطرافها، ولا سيما على عهد الخليفة المكتفي ومَن بعدَه، لأسباب أهمها تنافس أصحاب النفوذ والقُوّاد على مواقع السلطة والقرار، وظهور حركات الانفصال والتمرد في أطراف الدولة شرقًا وغربًا، فظهر البُوَيْهِيّون في الشرق، والطولونيون، والإخْشيدِيّون الذين انفصلوا بمصرَ، وحركةُ القرامطة التي تمردت على النظام في اليمن والبحرين والشام وغيرِها من الأمصار، حتى استولَوا على مكةَ، وغيرهم ممن تحدثَت عنهم كتب التاريخ باستفاضة، ولم تَعُد الأوضاع مستقرة حتى في بغدادَ عاصمةِ الخلافة (^٥).
_________
(^١) تاريخ الطبري (١٠/ ٨٨).
(^٢) المصدر نفسه (١٠/ ١٣٩).
(^٣) صلة تاريخ الطبري لعريب بن سعد، طبع في ذيل تاريخ الطبري (١١/ ١٥٤).
(^٤) تكملة تاريخ الطبري لابن عبد الملك، تاريخ الطبري (١٠/ ٢٨٤).
(^٥) انظر الدولة العباسية لمحمد بك الخضري (ص ٣١١) وما بعدها.
1 / 10
ثم خرج القاضي من العراق إلى مصر، يقول الفرغاني: "وخرج من العراق لأمر اضطره" (^١)، ولعل هذا الطارئَ ناتج عما ساد العراق من أحوال سياسية مضطربة، فنزل مصر التي كانت أحسن حالًا قُبَيل دخول العُبَيديين، "وأدرك فيها رئاسة عظيمة" (^٢).
وعاصر القاضي في مصر سلطانَ الدولة الإخشيدية، وحُكْم أولِ ملوكها وهو: محمد بن "طَغَج" الملقب بالإخشيد، الذي تمتعت مصر في عهده بشيء من النظام والهدوء السياسي (^٣)، وامتد حكمه إلى (٣٣٤ هـ)، وخلفه ابنه أبو القاسم "أنوجر" بن الإخشيد، وامتد حكمه إلى ما بعد وفاة القاضي بسنتين (٣٤٦ هـ) (^٤).
الحالة العلمية
كان الوضع العلمي في عصر القاضي على عكس الوضع السياسي، حيث ازدهرت فيه مختلِف العلوم الإسلامية من فقه، وحديث، وعلوم قرآن، ولغة وآداب، وتاريخ، وكلام، وتصوف وغيرها، فكان عصرًا من العصور الذهبية المضيئة في تاريخ الحضارة الإسلامية.
ومن مظاهر الازدهار في الميدان الفقهي، نشاط الخلاف والجدل والمناظرات بين أرباب المذاهب، فأدرك القاضي من أهل مذهبه -على الرأي الراجح- شيخَ مالكية العراق، القاضي إسماعيل بن إسحاق البغدادي (ت ٢٨٢ هـ)، وأخذ عنه، كما نهل من كبار تلاميذه، وعاصر مجد أسرة آلِ حمَّاد، ومنها شيخُه القاضي أبو عمر (^٥)، وعاصر أبا بكر بن الجهم
_________
(^١) ترتيب المدارك (٥/ ٢٧١).
(^٢) المصدر نفسه (٥/ ٢٧١).
(^٣) التاريخ الإسلامي (٦/ ١٣٠).
(^٤) الدولة العباسية لمحمد بك الخضري، ثبت بملوك الدولة الإخشيدية (ص ٣٥٠).
(^٥) ينظر عنه وعن القاضي إسماعيل مبحث شيوخ القاضي من هذه الدراسة.
1 / 11
(ت ٣٢٩ هـ) (^١)، وأبا الفرج الليثي (^٢)، وابنَ المُنتاب (^٣)، وابنَ شعبان (ت ٣٥٥ هـ) بمصر، وغيرهم.
ومن أعلام الحنفية عاصر أبا جعفر أحمد بن محمد الطحاوي (ت ٣٢١ هـ)، صاحب كتاب "معاني الآثار" وغيرِه (^٤)، وقد رد عليه بكتاب الأشربة كما سيرد في ذكر المصنفات، وعاصر شيخَهم أبا الحسن عبيد اللَّه بن الحسين الكرخي (ت ٣٤٠ هـ) (^٥).
ومن أعلام المذهب الشافعي عاصر ابن سُرَيْج (ت ٣٠٦ هـ) (^٦)، الذي كانت له معه مناظرة سجلها في "الأحكام".
وأدرك من الظاهرية أبا بكر محمد بن داود (ت ٢٩٧ هـ) (^٧)، ابنَ صاحب المذهب، وكانت له في "الأحكام" صولات وجولات مع آراء الظاهرية.
وفي مجال الحديث وعلومه، شكل العصر الذي عاشه القاضي امتدادًا لعصر الأئمة ابن حنبل، والبخاري، ومسلم. . .، فتميز بأعلام كبار كمحمد بن إسحاق بن خزيمة (ت ٣١١ هـ) (^٨)، وعبد الرحمن بن أبي حاتم (ت ٣٢٧ هـ) صاحب "الجرح والتعديل" (^٩)، وأبي القاسم الطبراني (ت ٣٦٠ هـ) عن مائة
_________
(^١) ترتيب المدارك (٥/ ١٩).
(^٢) المصدر نفسه (٥/ ٢٢).
(^٣) المصدر نفسه (٥/ ١).
(^٤) الجواهر المضية (١/ ١٠٢).
(^٥) المصدر نفسه (١/ ٣٣٧).
(^٦) طبقات الشافعية لابن السبكي (٣/ ٢١).
(^٧) سير أعلام النبلاء (١٣/ ١٠٩).
(^٨) تذكرة الحفاظ (٢/ ٢٠٧).
(^٩) المصدر نفسه (٣/ ٣٤).
1 / 12
سنة، صاحب "المعاجم" (^١)، ومحمد بن حبان (ت ٣٥٤ هـ) صاحب "الصحيح" و"الثقات" وغيرها (^٢)، وغيرهم ممن يطول جدًا ذكرهم.
ومن أهل التفسير عاصر شيخهم أبا جعفر محمد بن جرير الطبري (ت ٣١٠ هـ)، وكان صاحب رأي واجتهاد مستقل في الفقه (^٣).
وازدهرت في هذا العصر الدراسات اللغوية والأدبية أيضًا، وجمع أعلامًا كبارًا، كأبي العباس المبرد (ت ٢٨٦ هـ) (^٤)، وأبي العباس أحمد بن يحيى ثعلب (ت ٢٩١ هـ) (^٥)، وأبي إسحاق الزجاج (ت ٣١١ هـ) (^٦)، وأبي الطيب المتنبي (ت ٣٥٤ هـ) (^٧)، وابن دُريد (ت ٣٢١ هـ) صاحب "الجمهرة" (^٨)، وأبي الفرَج الأصفهاني (ت ٣٥٦ هـ) صاحب "الأغاني" (^٩)، وأبي علي القالي (ت ٣٥٦ هـ) صاحب "الأمالي"، وغيرهم.
وازدهر في هذا العصر علم الكلام والدفاع عن العقائد الإسلامية، مع الإمام أبي الحسن الأشعري (ت ٣٢٤ هـ) وتلاميذه (^١٠)، وأبي علي الجُبّائي المعتزلي (ت ٣٠٣ هـ) وغيرهم (^١١)، وما وضعه أهل الحديث
_________
(^١) تذكرة الحفاظ (٣/ ٨٥).
(^٢) المصدر نفسه (٣/ ٨٩).
(^٣) سير أعلام النبلاء (١٤/ ٢٦٧).
(^٤) معجم الأدباء (٦/ ٢٦٧٨).
(^٥) المصدر نفسه (٢/ ٥٣٦).
(^٦) المصدر نفسه (١/ ٥١).
(^٧) سير أعلام النبلاء (١٦/ ١٩٩).
(^٨) معجم الأدباء (٦/ ٢٤٩٠).
(^٩) المصدر نفسه (٤/ ١٧٠٧).
(^١٠) انظر ترجمته وذكر أصحابه في تبيين كذب المفتري لابن عساكر (ص ٣٤) وما بعدها.
(^١١) سير أعلام النبلاء (١٤/ ١٨٣).
1 / 13
من مصنفات لتأصيل عقائدهم والذب عنها، ككتاب "التوحيد" لابن خزيمة وغيرِه.
وراج الزهد والتصوف، وبرز فيه كبار أعلامه كسهل التستري (ت ٢٨٣ هـ) (^١)، والإمام الجُنَيد (ت ٢٩٣ هـ) (^٢)، وتلميذه أبي بكر الشبلي (ت ٣٤٤ هـ) (^٣) وغيرِهم.
ب - مصادر ترجمة القاضي
ترجم للقاضي جماعةٌ من العلماء والمؤرخين منهم:
- أبو إسحاق الشيرازي في كتابه: "طبقات الفقهاء" (^٤)، في كلمات معدودة، وهي أقدم ما بين أيدينا.
- القاضي عياض بن موسى السبتي في الجزء الخامس من "ترتيب المدارك وتقريب المسالك لمعرفة أعلام مذهب مالك" (^٥)، اشتملت على: اسمه، ونسبه، ومشيخته، وتلاميذه، وذكر قضائه، ومكانته، وذكر أسماء تصانيفه، وحكاية في مناقبه، وذكر وفاته، وإيراد بيتين من نظمه.
وتعتبر ترجمته هذه أصلَ معظم تراجم القاضي وعمدتَها، اعتمد فيها القاضي عياض على عدد من العلماء الذين صرح بأسمائهم كالشيرازي، وأبي عمر الطلمنكي، والفرغاني، وأبي القاسم الشافعي، ولم أظفر منها سوى بترجمة الشيرازي الموجزة آنفة الذكر.
_________
(^١) الرسالة القشيرية (ص ١٤).
(^٢) المصدر نفسه (ص ١٨).
(^٣) المصدر نفسه (ص ٢٥).
(^٤) (ص ١٦٦).
(^٥) (ص ٢٧٠ - ٢٧٢).
1 / 14
- القاضي إبراهيم بن علي بن فرحون المالكي في كتابه "الديباج المُذْهب، في معرفه أعيان علماء المذهب" (^١)، اعتمد في ترجمته على ما أورده القاضي عياض بنصه دون زيادة تُذكر.
- محمد بن محمد مخلوف، في كتابه "شجرة النور الزكية، في طبقات المالكية" (^٢)، واعتمد في معظم ترجمته ما ذكره القاضي عياض، عدا زيادة ذكر بعض التلاميذ ممن لم يَرِد.
- الحافظ المؤرخ أبو عبد اللَّه الذهبي في كتابَيْه: "تاريخ الإسلام، ووفيات المشاهير والأعلام" (^٣)، و"سير أعلام النبلاء" (^٤)، في ترجمتين متماثلتين، اعتمد فيهما بعض ما أورده القاضي عياض، وزاد فذكر من تلاميذ ومشايخ المترجَم عددا من لم يذكره القاضي، فأفادت في هذا الباب.
وترجم له أيضًا في كتابه: "العِبَر، في خبر من غَبَر" (^٥) ترجمة جدُّ مختصرة، مُلخَّصَة من كتابيه السابقين دون زيادة، وقد أخذ نصها من ترجم للقاضي ممن جاء بعده، ومنهم:
- أبو محمد عبد اللَّه بن أسعد اليافعي في كتابه: "مرآة الجنان، وعِبرة اليقظان، في معرفة ما يعتبر من حوادث الزمان" (^٦).
- جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي في كتابه: "حسن المحاضرة، في تاريخ مصر والقاهرة" (^٧)، وقد صرح بأخذها من العِبَر.
_________
(^١) (ص ٢٧٨ - ٢٧٩).
(^٢) (ص ٧٩).
(^٣) (٧/ ٧٩٩).
(^٤) (١٥/ ٥٣٧ - ٥٣٨).
(^٥) (٢/ ٦٧).
(^٦) (٢/ ٢٥٢).
(^٧) (١/ ٤٥٠).
1 / 15
- عبد الحيِّ بن العماد الحنبلي في: "شذرات الذهب، في أخبار من ذهب" (^١).
وممن ترجم للقاضي أيضًا:
- صلاح الدين خليل بن أيبك الصفدي في: "الوافي بالوفيات"، ولم يُضِف إلى من تقدمه.
- العلامة محمد بن علي الدَّاوُدي في "طبقات المفسرين" (^٢)، اعتمد ترجمة القاضي عياض بنصها، دون زيادة تذكر.
- الأستاذ خير الدين الزِّرِكلي في المجلد الثاني من موسوعته: "الأعلام" (^٣)، وذكر مصادره: ترتيب المدارك، والعِبر، وابن قاضي شهبة.
هذا التتبع لمظان ترجمة القاضي يعكس شُحَّ وقِلَّة المعلومات المفيدة في الترجمة، بالرغم من جلالة منزلته، وكثرة الآخذين عنه، واختلاف أوطانهم كما سوف يأتي، كما يُظهر قيمةَ الترجمة التي أفردها القاضي عياض ونفاستها من بين سائر التراجم، لكونها عمدتها.
وقد قمت في هذه الدراسة بتتبع الشوارد وجمع المتفرقات المتعلقة بسيرة القاضي من بطون عدد من المصنفات، لا سيما كتبَ تراجمِ الأندلسيين التي حَفِظت لنا ذكر عدد من العلماء الذين أخذوا عن القاضي، ممن كانت لهم رحلة مشرقية، والمصادر التي حَفِظت لنا أسانيدَ استخرجت منها أسماء عدد من شيوخه وتلاميذه، وغيرِ ذلك.
_________
(^١) (٤/ ٢٣٥).
(^٢) (١/ ١٢٠ - ١٢٣).
(^٣) (ص ٦٩).
1 / 16
ج - اسمه ونسبه ومولده ووفاته
ذكر ابن حزم في جمهرته اسم القاضي ونسبه فقال: هو "بكر، بن محمد، بن العلاء، بن يحيى، بن زياد، بن الوليد، بن الجهم، بن مالك، بن ضمرة، بن عروة، بن شنوءة، بن سلمة الخير، بن قشير" (^١).
وقال القاضي عياض حكاية عن غير واحد من النسابة: "بكر، بن محمد، بن العلاء، بن محمد، بن زياد، بن الوليد، بن الجهم، بن مالك، بن ضمرة، بن عروة، بن شنوءة، بن سلمة الخير، بن بشير، بن كعب، القشيري" (^٢).
وقال: "وكنيته أبو الفضل" (^٣).
ونقل عن محمد بن عمر بن عيشون الطليطلى تلميذ القاضي، عن القاضي أن "أمه من ولد عمران بن حصين صاحب رسول اللَّه ﷺ" (^٤).
ولد القاضي سنة (٢٦٤ هـ)، وذلك بناء على سنة وفاته وسِنِّه، فقد "توفي بمصر ليلة السبت لسبع بقين من ربيع الأول، سنة أربع وأربعين وثلاثمائة، وقد جاوز الثمانين باشهر، وشُهدت جنازته، ودفن بالمقطم" (^٥).
ولم تذكر المصادر مكان ولادته، عدا إشارات مجملة تفيد أنه "من أهل البصرة" (^٦)، وأن أول أمره منها (^٧).
_________
(^١) جمهرة أنساب العرب (ص ٢٩٠).
(^٢) ترتيب المدارك (٥/ ٢٧٠).
(^٣) المصدر نفسه (٥/ ٢٧٠).
(^٤) المصدر نفسه (٥/ ٢٧٠).
(^٥) المصدر نفسه (٥/ ٢٧١).
(^٦) المصدر نفسه (٥/ ٢٧٠).
(^٧) قاله الفرغاني، ترتيب المدارك (٥/ ٢١٧).
1 / 17
د - شيوخه
أخذ القاضي عن عدد من الشيوخ منهم:
١ - أبو خشنان (^١) محمد بن إبراهيم البصري.
٢ - أبو عبد اللَّه محمد بن أحمد بن سهل البَريكاني، من كبار طبقة تلاميذ القاضي إسماعيل، توفي سنة (٣١٩ هـ) (^٢).
٣ - أبو عمر محمد بن يوسف، القاضي، من آل حماد بن زيد، ابنُ ابنِ عم القاضي إسماعيل بن إسحاق، المتوفى سنة (٣٢٠ هـ) (^٣).
٤ - أبو إسحاق إبراهيم بن حماد بن إسحاق، القاضي، ابن أخي القاضي إسماعيل، المتوفى سنة (٣٢٣ هـ) (^٤).
٥ - أبو بكر جعفر بن محمد الفريابى، المتوفى سنة (٣٠١ هـ) (^٥).
٦ - أحمد بن إبراهيم بن عبيد (^٦).
٧ - سعيد بن عبد الرحمن الكرابيسي (^٧).
٨ - محمد بن صالح الطبري (^٨).
٩ - أبو خليفة الفضل بن الحباب الجُمَحي المتوفى سنة (٣٠٥ هـ) (^٩).
_________
(^١) كذا في ترجمته في "المدارك" نشرة الأوقاف المغربية (٥/ ١٨)، وفيها في ترجمة القاضي بكر (٥/ ٢٧١) "ابن خشنام".
(^٢) ترتيب المدارك (٥/ ١٥ - ١٦ و٢٧١).
(^٣) المصدر نفسه (٥/ ٢٧١)، وترجمته فيه (٥/ ٢ - ١٢).
(^٤) المصدر نفسه (٥/ ٢٧١)، وترجمته في (١٣/ ١٥) منه، وروايته عنه في الأحكام.
(^٥) المصدر نفسه (٥/ ٢٧١)، وانظر ترجمته في تاريخ بغداد (٨/ ١٠٢).
(^٦) المصدر نفسه (٦/ ٢٧١).
(^٧) المصدر نفسه (٦/ ٢٧١).
(^٨) المصدر نفسه (٦/ ٢٧١)، وروايته عنه في الأحكام.
(^٩) المصدر نفسه (٥/ ٢٧١)، وترجمته في سير أعلام النبلاء (٤/ ٧١).
1 / 18
١٠ - أحمد بن موسى السامي، روى عنه القاضي بكر الموطأ عن القعنبي (^١)
١١ - أبو بكر، محمد بن أحمد، بن بكير، المتوفى سنة (٣٠٥ هـ) (^٢).
١٢ - أبو مسلم، إبراهيم بن عبد اللَّه الكجي البصري (ت ٢٩٢ هـ) (^٣).
١٣ - أبو محمد سهل بن عبد اللَّه التستري (ت ٢٨٣ هـ) (^٤).
١٤ - أبو العباس أحمد بن عبيد اللَّه الجُبيري (^٥).
١٥ - إبراهيم بن فهد بن حكيم البصري الساجي (ت ٢٨٢ هـ) (^٦).
١٦ - أبو الضحاك بن أبي عاصم (^٧).
١٧ - أبو محمد الحسن بن المثنى العنبري (٣٩٤ هـ) (^٨).
١٨ - أبو سهل زياد بن الخليل التستري (ت ٣٨٥ هـ) (^٩).
١٩ - أبو يحيى زكريا بن يحيى الساجي البصري (ت ٣٠٧ هـ) (^١٠).
٢٠ - أبو بكر محمد بن محمد الأزدي الباغندي (ت ٣١٢ هـ) (^١١).
_________
(^١) وبعض أسانيدها في الأحكام، وانظر: سير أعلام النبلاء (١٥/ ٥٣٨).
(^٢) ترتيب المدارك (٥/ ١٧).
(^٣) سير أعلام النبلاء (١٥/ ٥٣٨)، وترجمته فيها في (١٣/ ٤٢٣).
(^٤) المصدر نفسه (١٥/ ٥٣٨)، وترجمته فيه في (١٣/ ٣٣٠)، وساق في الأحكام بعض كلام سمعه منه.
(^٥) روى عنه في أحكام القرآن، وترجمته في إكمال الإكمال لابن نقطة (٢/ ١٠٨).
(^٦) روى عنه في أحكام القرآن، وانظر ترجمته في تاريخ الإسلام (٦/ ٧١٠).
(^٧) روى عنه في أحكام القرآن.
(^٨) روى عنه في أحكام القرآن، وترجمته في سير أعلام النبلاء (١٣/ ٥٢٦).
(^٩) روى عنه في أحكام القرآن، وروى ابن عبد البر عن القاضي عنه حديثين في الاستذكار (٢/ ١٩٢) و(٦/ ٣٦٩)، وانظر ترجمته في تاريخ بغداد (٩/ ٥٠٧).
(^١٠) روى عنه في أحكام القرآن، وترجمته في سير أعلام النبلاء (١٤/ ١٩٧)
(^١١) روى عنه في أحكام القرآن، وترجمته في سير أعلام النبلاء (١٤/ ٣٨٣).
1 / 19
محمد بن معدان القُطْفي (^١).
٢١ - أبو العينان الأصمعي، قال القاضي في الأحكام: "وقد حدثني أبو العينان الأصمعي: العجم لا يحضن بعد الخمسين. . . "، ولم أقف له على ترجمة.
٢٢ - أبو بكر محمد بن الحسين بن مكرم البغدادي (ت ٣٠٣ هـ) (^٢).
٢٣ - أبو إسحاق إسماعيل بن إسحاق القاضي، (ت ٢٨٢ هـ)، وقد ذكر الشيرازي في طبقاته القاضي بكرًا في عداد أصحابه، إلا أن بعض المؤرخين ومنهم الفرغاني شككوا في أخذه عنه، وتوسط القاضي عياض بين الطائفتين فقال: "وقد ذكر بكرٌ إسماعيلَ في كتبه بالإجازة، ولا يبعد سماعه من إسماعيل، إذ قد أدركه بالسن كما تراه في وفاته وسنّه" (^٣).
ومما يؤيد أخذ القاضي عن القاضي إسماعيل تصريحُه بالسماع منه، ومن ذلك ما ذكره ابن نقطة في "إكمال الإكمال" قال: "وأما عَيْسون بالسين المهملة فقال أبو طاهر السلفي ومن خطه نقلتُ: قرأت في كتاب أبي المعالي الحسن بن علي بن إسماعيل الصفراوي بالإسكندرية قال: حدثنا أبو الحسن علي بن عبد الرحمن بن عمر بن حفص الفارض قال: حدثنا أبو القاسم عبد الحميد بن علي بن خلف التجيبي، حدثنا خلف بن الحسن، حدثني عمرو بن عيسون الأندلسي قال: سمعت
_________
(^١) روى عنه في أحكام القرآن، ولم أقف له على ترجمة، ولعله الذي ذكره ابن ماكولا في الإكمال (٧/ ١١٦) فقال: "وأما القُطْفي بضم القاف وبعد الطاء فاء فهو محمد بن معدان القُطْفي"، والذي ذكره الذهبي في السير (١١/ ٩٧) فيمن أخذ عن أبي خالد هدبة بن خالد القيسي البصري المتوفى بعد (٢٣٥ هـ).
(^٢) روى عنه في الأحكام، وترجمته في تاريخ بغداد (٣/ ٢١).
(^٣) ترتيب المدارك (٥/ ٢٧٠).
1 / 20