أخذ جوبيتير خطوة أخرى للوراء، وقال المسكين وهو يستدير: «من يناديني؟»
قال المؤلف المسرحي بصوت خفيض: «هذا أنا، بيير. ابدأ المسرحية، وسأحرص على أن يتفهم الكاردينال الأمر.»
أومأ جوبيتير برأسه وقال: «حسنا!» ثم استدار لمواجهة الجمهور، وقال: «سنبدأ العرض!»
أخذت الجماهير تصفر وتهلل مع بدء الموسيقى. خيم الصمت المطبق على القاعة الكبرى. أذهلت ملابس الممثلين الجماهير؛ فكانوا يرتدون أردية بيضاء وذهبية اللون، كل منها مصنوع من نوع مختلف من القماش: حرير وكتان وصوف وقطن.
ابتعد بيير، وأخذ يشاهد الممثلين وهم يتحدثون بالكلمات التي كتبها. صفقت الجماهير في البداية، واستمروا في المشاهدة. كانت هذه علامات جيدة، لكن هذه الحالة لم تدم؛ فقد دخل متسول عجوز يرتدي أسمالا بالية وبذراعه جرح كبير إلى القاعة الكبرى. رآه جيون فصاح: «انظروا ذلك البائس!»
استدارت كل العيون في القاعة لتنظر إلى الرجل القذر، وتوقفوا عن مشاهدة المسرحية. وقف الممثلون على خشبة المسرح ولم ينطقوا بكلمة. نظر المتسول حوله، وقال: «هل لي في بعض الفكة، رجاء؟»
قال جوان: «إنه كلوبان العجوز. أرى أن ساقك تحسنت. أعتقد أن ما يؤلمك الآن هو ذراعك، أليس كذلك؟»
همس بيير للممثلين: «لماذا توقفتم؟ أكملوا العرض!» فتابعوا التمثيل أثناء إلقاء الناس بالعملات للمتسول العجوز. وأخيرا هدأ الجمهور ليتابعوا مشاهدة المسرحية. كان الأمر رائعا إلى أن فتح الباب الموجود خلف خشبة المسرح، وأعلن الحاجب قائلا: «كاردينال بوربون!»
فكر بيير: «ألم يكف الأمر سوءا وجود الطلاب المزعجين، حتى يقاطع الكاردينال الآن مسرحيتي أيضا.» لم يكن السبب في ذلك هو كراهية بيير لكاردينال بوربون، وإنما كان منزعجا فحسب من أن الجمهور قد تشتت انتباهه الآن ثانية عن المسرحية ليرى ما يحدث بعيدا عن خشبة المسرح.
أراد الجميع رؤية الرجل المهم على نحو أفضل. حدق بعضهم النظر من فوق أكتاف بعض، ومدوا أعناقهم، ووقفوا على أطراف أصابعهم؛ فعلوا كل ما بوسعهم لرؤية الكاردينال المحبوب وهو يحني رأسه لتحية الجمهور ويسير إلى مقعده.
نامعلوم صفحہ