ففي سهرة عيد، لم يكن سعيدا، شربت مع الأصحاب نبيذا معتقا حتى انتشيت منه، وخطر لي أن أنزل إلى مخزن المئونة لأحضر برميلا صغيرا من البيرة،
3
ولكي أطمئن على البيت من الحريق، أطفأت الشمعة التي كنت أستنير بها، وفي حلكة الظلام شعرت بيد الشيطان اللعين تدفعني، وكانت الخمرة التي شربتها مع النبيذ قد لعبت برأسي، وفككت أوصالي
4
فلم أقو على الثبات، وسقطت، فتدحرجت على الدرج من فوق إلى تحت، وكان قد أغمي علي من شدة الألم، ولما أفقت من صدمة السقطة وجدتني كما تراني لا أستطيع المشي إلا متوكئا على عكازتي إلى آخر نسمة من حياتي.
وسمع الجار حديثهما؛ فخاطبهما بجفوة، قائلا: «لا تلوما إلا نفسيكما على ما جرى لكما يا صاحبي، فالشمعة في يد السكران مجلبة للأذى إن كانت والعة أو مطفأة.»
الكلب والحصان
بعد أن خدم الكلب والحصان صاحبهما سنين عديدة، جلسا يتناقشان في قيمة خدمة كل منهما، وفجأة صاح الكلب في الحصان قائلا: «لو كان لي أن أتصرف كما أرى وأشاء، لكنت طردتك من هذه المزرعة من زمن بعيد؛ لأنه: ما قيمة جر المحراث أو العربة؟ وليس لك غير ذلك من عمل تفخر بأدائه وتستحق عليه ما تناله من طعام وشراب، بينما تراني دائم الحركة في رعي الماشية نهارا، وحراسة حظائرها، ومساكن المزرعة ليلا و...»
فقاطعه الحصان قائلا: «هون عليك يا صاح! وكفى بعض ما ذكرته من الأعمال لتسويغ ما تأخذه أنت أيضا من أكل وشرب، فلست ممن يغمطون الناس حقوقهم، ولكني أود أن أوجه نظرك إلى أنني لو لم أشتغل بجر المحراث لحرث الأرض وزرعها، لما وجدت أنت ما تتعبك رعايته من الماشية، ولا ما يشغلك حراسته من الحظائر والمساكن.»
القرد يطلب الثناء
نامعلوم صفحہ