إذ غرز الذئب أنيابه الحادة في جسم الخروف، وأربه
3
إربا، فالتهم منه قدرا أغصه، بل أبشمه، وترك الباقي كي يأكله في وقعة تالية، وربض إلى جانبه يحرسه، ويفكر في وسيلة لاقتناص فريسة جديدة إلى أن غلبه سلطان النعاس فراح يغط في عالم الأحلام.
وكانت هناك فارة صغيرة، عضها الجوع، فقعدت ترقبه من بعيد، معللة نفسها بأن الذئب سيذهب بعد أن يشبع، فيترك فضلات مائدته للجياع المساكين أمثالها.
ولما رأت أن أملها لم يتحقق، وشعرت بأنياب الجوع تنهش أحشاءها، استحلت لنفسها قطعة صغيرة تمسك رمقها بها، إلى أن ترزق بما يكفي لسد حاجتها.
وسارت تتكسحب
4
حتى أدركت فضلات الفريسة، وقضمت منها قضمة صغيرة، ثم هرولت راجعة إلى جحرها في جذع الشجرة، وتنبه الذئب في اللحظة التي أطلقت فيها الفارة ساقيها الصغيرتين للريح؛ كي تنجو بغنيمتها التافهة، وأطلق بدوره صيحات الاستغاثة وطلب النجدة، قائلا: يا خفير!
5
يا بوليس!
نامعلوم صفحہ