Ahadith of Recitation in Fajr Prayer: Compilation and Study
أحاديث القراءة في صلاة الفجر جمعا ودراسة
ناشر
الجامعة الاسلامية بالمدينة المنورة
ایڈیشن نمبر
السنة ٣٣-العدد-١١٣
اشاعت کا سال
١٤٢١هـ/٢٠٠١م
اصناف
أحاديث القراءة في صلاة الفجر جمعا ودراسة
إعداد
د. إبراهيم بن علي العبيد
الأستاذ المشارك في كلية الحديث والدراسات الإسلامية
المقدمة
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمد عبده ورسوله.
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ﴾ ١.
﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا﴾ ٢.
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا﴾ ٣.
أما بعد:
فهذا بحث متواضع في القراءة في صلاة الفجر جمعت فيه الأحاديث الواردة في القراءة في صلاة الفجر وسميته:
"أحاديث القراءة في صلاة الفجر جمعًا ودراسة"
وقسمته إلى مقدمة وثلاثة مباحث هي:
المبحث الأول: أحاديث القراءة في صلاة الفجر.
المبحث الثاني: أحاديث القراءة في صلاة الفجر يوم الجمعة.
_________
١ آل عمران، الآية (١٠٢) .
٢ النساء، الآية (١) .
٣ الأحزاب، الآية (٧٠، ٧١) .
1 / 211
المبحث الثالث: أحاديث القراءة في الصلاة غير مقيدة بالفجر ولا غيرها.
وخاتمة اشتملت على أهم النتائج في هذا البحث.
وقد جمعت مادة هذا البحث من كتب السنة من مضانها مع تخريجها والحكم عليها بناءً على قواعد المحدثين، فإن كان الحديث في الصحيحين أو أحدهما فإني أكتفي بالعزو إلى من أخرجه من أصحاب الكتب الستة دون غيرهم فإن لم يكن في الصحيحين أو أحدهما فإني أجتهد في تخريجه من دواوين السنة الصحاح والسنن والمسانيد والمعاجم وكتب الزوائد وغيرها.
- أرتب الأحاديث في كل مبحث على حسب درجتها الصحيحة فالحسنة فالضعيفة مالم يكن له شاهد من الأحاديث الصحيحة أو الحسنة فإني أجعله عقبه للعلاقة بينهما.
- إذا صح الحديث من أحد طرقه فإني لا ألتزم الحكم على جميع طرق الحديث اكتفاءً بصحته.
- أنقل أقوال أهل العلم في الحكم على الحديث إن وجدت.
-إذا كان ضعف الحديث ظاهرًا فإني لا أستطرد في الكلام عليه.
-أترجم للرواة الذين تدعو الحاجة إلى الترجمة لهم -كمن يدور عليه الحكم على الحديث- من كتاب الكاشف للحافظ الذهبي والتقريب للحافظ ابن حجر مالم أخالفهما بناءً على كلام حفاظ آخرين فإني أبين ذلك.
- إذا لم يكن الراوي من رجال التقريب والكاشف فإني أترجم له من كتب الجرح والتعديل الأخرى.
- أبين الغريب الذي يحتاج إلى بيان من كتب الغريب واللغة.
1 / 212
- عمل الفهارس العلمية.
- فهرس المصادر والمراجع.
- فهرس المواضيع.
هذا وقد بذلت جهدي في إخراج هذا البحث فما كان فيه من صواب فمن توفيق الله ﷿ وما كان فيه من خطأ فأسأل الله العفو والتوفيق للصواب إنه ولي ذلك والقادر عليه.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
1 / 213
المبحث الأول: الأحاديث الواردة في القراءة في صلاة الفجر
[١] الحديث الأول:
عن أبي برزة الأسلمي ﵁ "أن رسول الله ﷺ كان يقرأ في الفجر مابين الستين إلى المائة آية".
أخرجه البخاري١ ومسلم٢ وأبو داود٣ والنسائي٤ وابن ماجه٥ من طرق عن أبي المنهال٦ عن أبي برزة به.
[٢] الحديث الثاني:
عن أم سلمة ﵂ قالت: "شكوت إلى رسول الله ﷺ أني أشتكي" قال: "طوفي من وراء الناس وأنت راكبة" فطفت ورسول الله ﷺ يصلي إلى جنب البيت يقرأ بـ ﴿وَالطُّورِ وَكِتَابٍ مَسْطُورٍ﴾ "٧.
أخرجه البخاري٨ ومسلم٩ وأبو داود١٠ عن محمد بن عبد الرحمن والنسائي١١ عن أبي الأسود وابن ماجه١٢ عن محمد بن عبد الرحمن كلاهما عن عروة عن
_________
١ في صحيحه (١/٢٠٠ رقم ٥١٦) كتاب مواقيت الصلاة، باب وقت الظهر عند الزوال وأخرجه برقم (٥٧٤، ٧٣٧) .
٢ في صحيحه (١/٣٣٨ رقم ٤٦١) كتاب الصلاة، باب القراءة في الصبح.
٣ في سننه (١/٢٨١ رقم ٣٩٨) كتاب الصلاة، باب في وقت صلاة النبي ﷺ وكيف كان يصليها.
٤ في سننه (٢/١٥٧ رقم ٩٤٨) كتاب الصلاة، باب القراءة في الصبح بالستين إلى المائة.
٥ في سننه (١/٢٦٨رقم٨١٨) كتاب إقامة الصلاة والسنة فيها، باب القراءة في صلاة الفجر.
٦ سيار بن سلامة الريّاحي أبو المنهال البصري ثقة من الرابعة مات سنة تسع وعشرين ومائة. ع.الكاشف (٣/٣٣٢) التقريب (٢٦١) .
٧ الطور آية (١) .
٨ في صحيحه (١/١٧٧ رقم ٤٥٢) كتاب المساجد، باب إدخال البعير في المسجد للعلة. وأخرجه برقم (١٥٤٠، ١٥٤٦، ١٥٥٢، ٤٥٧٢) .
٩ في صحيحه (٢/٩٢٧ رقم ١٢٧٦) كتاب الحج، باب جواز الطواف على بعير وغيره.
١٠ في سننه (٢/٤٤٣ رقم ١٨٨٢) كتاب المناسك، باب الطواف الواجب.
١١ في سننه (٥/٢٢٣، ٢٢٤ رقم ٢٩٢٧) كتاب المناسك، باب طواف الرجال مع النساء.
١٢ في سننه (٢/٩٨٧ رقم ٢٩٦١) كتاب المناسك، باب المريض يطوف راكبًا.
1 / 214
زينب بنت أبي سلمة١ عن أم سلمة به.
وفي لفظ للبخاري٢ من طريق هشام عن عروة عن أم سلمة فقال لها رسول الله ﷺ: "إذا أقيمت صلاة الصبح فطوفي على بعيرك والناس يصلون، ففعلت ذلك فلم تصل حتى خرجت".
فبين هشام في هذه الرواية عن عروة أن الصلاة كانت صلاة الصبح.
وفي رواية لابن خزيمة٣ أنها صلاة العشاء من طريق ابن وهب عن مالك وابن لهيعة عن أبي٤ الأسود عن عروة بن الزبير عن زينب عن أم سلمة زوج النبي ﷺ قالت: " ... فسمعته يقرأ في العشاء الآخرة وهو يصلي بالناس ﴿وَالطُّورِ وَكِتَابٍ مَسْطُورٍ﴾ " ٥.
لكن بين الحافظ ابن حجر٦ أن هذه الرواية شاذة لما ذكر رواية البخاري التي ليس فيها ذكر الصبح فقال: لكن تبين ذلك -أي أن الصلاة صلاة
_________
١ زينب بنت أبي سلمة بن عبد الأسد المخزومية ربيبة النبي ﷺ ماتت سنة ثلاث وسبعين وحضر ابن عمر جنازتها قبل أن يحج ويموت بمكة. ع.
الكاشف (٣/٤٢٦) التقريب (٧٤٧) .
٢ في صحيحه (٢/٥٨٧، ٥٨٨، رقم ١٥٤٦) كتاب الحج، باب من صلى ركعتي الطواف خارجًا من المسجد.
٣ في صحيحه (١/٢٦٣ رقم ٥٢٣) كتاب الصلاة، باب القراءة في صلاة العشاء.
٤ هكذا وقع في الفتح "أبي" وهو الصواب ووقع عند ابن خزيمة "ابن" وهو خطأ لأن أبا الأسود محمد بن عبد الرحمن بن نوفل هو الذي يروي عن عروة.
الفتح (٢/٢٥٣) تهذيب الكمال (٢٠/١٥) .
٥ الطور الآية (١) .
٦ الفتح (٢/٢٥٣) .
1 / 215
الصبح- من رواية أخرى أوردها بعد ستة أبواب١ من طريق يحي بن أبي زكريا الغساني عن هشام بن عروة عن أبيه ولفظه فقال: "إذا أقيمت الصلاة للصبح فطوفي ... ".
وهكذا أخرجه الإسماعيلي من رواية حسان بن إبراهيم عن هشام.
وأما ما أخرجه ابن خزيمة من طريق ابن وهب عن مالك وابن لهيعة جميعًا عن أبي الأسود في هذا الحديث قال فيه: "قالت وهو يقرأ في العشاء الآخرة" فشاذ وأظن سياقه لفظ ابن لهيعة لأن ابن وهب رواه في الموطأ٢ عن مالك فلم يعين الصلاة كما رواه أصحاب مالك كلهم أخرجه الدارقطني في الموطأت له من طرق كثيرة عن مالك، منها رواية ابن وهب المذكورة، وإذا تقرر ذلك فابن لهيعة لا يحتج به إذا أنفرد فكيف إذا خالف. وعرف بهذا اندفاع الإعتراض الذي حكاه ابن التين عن بعض المالكية حيث أنكر أن تكون الصلاة المذكورة صلاة الصبح فقال: "ليس في الحديث بيانها، والأولى أن تحمل على النافلة لأن الطواف يمتنع إذا كان الإمام في صلاة الفريضة" انتهى٣. وهو رد للحديث الصحيح بغير حجة ا-هـ.
[٣] الحديث الثالث:
عن أبي قتادة ﵁ قال: "كان النبي ﷺ يقرأ في الركعتين الأوليين من صلاة الظهر بفاتحة الكتاب وسورتين يطول في الأولى ويقصر في الثانية ويسمع الآية أحيانًا وكان يقرأ في العصر بفاتحة الكتاب وسورتين وكان يطول في الأولى
_________
١ الفتح (٣/٤٨٦) .
(١/٣٧٠، ٣٧١) كتاب الحج، باب جامع الطواف.
٣ أي انتهى كلام ابن التين.
1 / 216
وكان يطول في الركعة الأولى من صلاة الصبح ويقصر في الثانية".
أخرجه البخاري١ واللفظ له ومسلم٢ وأبو داود٣ والنسائي٤ وابن ماجه٥ من طرق عن يحيى بن أبي كثير٦ عن عبد الله بن أبي قتادة عن أبيه به.
وعند أبي داود في موضع وابن ماجه عن يحيى بن أبي كثير عن عبد الله بن أبي قتادة وأبي سلمة عن أبي قتادة به.
زاد أبو داود٧ وعبد الرزاق٨ وابن خزيمة٩ وابن حبان١٠ والبيهقي١١ كلهم عن معمر عن يحيى بن أبي كثير عن عبد الله بن أبي قتادة عن
_________
١ في صحيحه (١/٢٦٤ رقم ٧٢٥) كتاب صفة الصلاة، باب القراءة في الظهر وانظر رقم (٧٢٨، ٧٤٣، ٧٤٥، ٧٤٦) .
٢ في صحيحه (١/٣٣٣ رقم ٤٥١) كتاب الصلاة، باب القراءة في الظهر والعصر.
٣ في سننه (١/٥٠٣، ٥٠٤ رقم ٧٩٨، ٧٩٩) كتاب الصلاة، باب ما جاء في القراءة في الظهر.
٤ في سننه (٢/١٦٤ رقم ٩٧٤) كتاب الاستفتاح، باب تطويل القيام في الركعة الأولى من صلاة الظهر، وانظر رقم (٩٧٥، ٩٧٦، ٩٧٧، ٩٧٨) .
٥ في سننه (١/٢٦٨ رقم ٨١٩) كتاب إقامة الصلاة، باب القراءة في صلاة الفجر.
٦ يحيى بن أبي كثير الطائي مولاهم أبو نصر اليمامي ثقة ثبت لكنه يدلس ويرسل من الخامسة مات سنة اثنين وثلاثين وقيل قبل ذلك.
الكاشف (٣/٢٣٣) التقريب (٥٩٦) .
٧ في سننه (١/٥٠٤ رقم ٨٠٠) كتاب الصلاة، باب ما جاء في القراءة في صلاة الظهر.
٨ في مصنفه (٢/١٠٤ رقم ٢٦٧٥) كتاب الصلاة، باب القراءة في الظهر.
٩ في صحيحه (٣/٣٦ رقم ١٥٨٠) كتاب الصلاة، باب تطويل الإمام الركعة الأولى من الصلوات ليتلاحق المأمومون.
١٠ في صحيحه -الإحسان (٥/١٦٤، ١٦٥ رقم ١٨٥٥) كتاب الصلاة، باب ذكر الخبر الدال على صحة ما تأولنا خبر أبي سعيد الذي ذكرناه قبل.
١١ في سننه (٢/٦٦) كتاب الصلاة، باب السنة في تطويل الركعة الأولى.
1 / 217
أبيه قال: "فظننا أنه يريد بذلك أن يتدارك الناس الركعة الأولى" وسنده صحيح.
ولفظ ابن خزيمة " فكنا نرى أنه بفعل ذلك ليتأدى الناس".
[٤] الحديث الرابع:
عن قطبة بن مالك ﵁ قال: "صليت وصلى بنا رسول الله ﷺ فقرأ:
﴿ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ﴾ ١ حتى قرأ ﴿وَالنَّخْلَ بَاسِقَاتٍ﴾ ٢ قال: فجعلت أرددها ولا أدري ما قال".
أخرجه مسلم٣ عن أبي عوانة وابن عيينة وشعبة، والترمذي٤ عن مسعر وسفيان، والنسائي٥ عن شعبة، وابن ماجه٦ عن شريك وسفيان بن عيينة كلهم عن زياد بن عِلاَقة٧ عن قطبة بن مالك به.
وفي لفظ لمسلم: "سمع النبي ﷺ يقرأ في الفجر: ﴿وَالنَّخْلَ بَاسِقَاتٍ لَهَا طَلْعٌ نَضِيدٌ﴾ "٨.
_________
١ ق، آية (١) .
٢ ق، آية (١٠) .
٣ في صحيحه (١/٣٣٦ رقم ٤٥٧) كتاب الصلاة، باب القراءة في الصبح.
٤ في سننه (٢/١٠٨، ١٠٩ رقم٣٠٦) كتاب الصلاة، باب ما جاء في القراءة في صلاة الصبح.
٥ في سننه (٢/١٥٧ رقم ٩٥٠) كتاب الإفتتاح، باب القراءة في الصبح بقاف.
٦ في سننه (١/٢٦٨ رقم ٨١٦) كتاب إقامة الصلاة، باب القراءة في صلاة الفجر.
٧ زياد بن علاقة بكسر المهملة وبالقاف الثعلبي أبو مالك الكوفي ثقة رمي بالنصب من الثالثة مات سنة خمس وثلاثين ومائة وقد جاز المائة. ع.
الكاشف (١/٢٦١) التقريب (٢٢٠) .
٨ ق، آية (١٠) .
1 / 218
وفي لفظ لمسلم أيضًا: "فقرأ في أول ركعة ﴿وَالنَّخْلَ بَاسِقَاتٍ لَهَا طَلْعٌ نَضِيدٌ﴾ وربما قال: (ق) ".
وفي لفظ للنسائي: "فقرأ في إحدى الركعتين ﴿وَالنَّخْلَ بَاسِقَاتٍ لَهَا طَلْعٌ نَضِيدٌ﴾ قال شعبة: فلقيته في السوق في الزحام فقال: (ق) ".
[٥] الحديث الخامس:
عن جابر بن سمرة ﵁ قال: إن النبي ﷺ "كان يقرأ في الفجر بـ ﴿ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ﴾ وكانت صلاته بعد تخفيفًا ".
وفي لفظ عن سماك قال: "سألت جابر بن سمرة عن صلاة النبي ﷺ؟ " فقال: "كان يخفف الصلاة ولا يصلي صلاة هؤلاء قال: وأنبأني أن رسول الله ﷺ كان يقرأ في الفجر بـ ﴿ق وَالْقُرْآنِ﴾ ونحوها".
أخرجه مسلم١ عن زائدة باللفظ الأول وعن زهير باللفظ الثاني كلاهما عن سماك ابن حرب عن جابر به.
وخالفهما إسرائيل فرواه عن سماك بن حرب عن جابر بن سمرة فذكر الواقعة ولفظه "كان رسول الله ﷺ يصلي الصلوات كنحو من صلاتكم التي تصلون اليوم، ولكنه كان يخفف، كانت صلاته أخف من صلاتكم، وكان يقرأ في الفجر الواقعة ونحوها من السور".
أخرجه أحمد٢ واللفظ له، وعبد الرزاق٣، وابن خزيمة٤، وابن
_________
١ في صحيحه (١/٣٣٧ رقم ٤٥٨) كتاب الصلاة، باب القراءة في الصبح.
٢ في مسنده (٥/١٠٤) .
٣ في مصنفه (٢/١١٥ رقم ٢٧٢٠) كتاب الصلاة، باب القراءة في صلاة الصبح.
٤ في صحيحه (١/٢٦٥ رقم ٥٣١) كتاب الصلاة، باب القراءة في صلاة الصبح.
1 / 219
حبان١، والطبراني٢، والحاكم٣. وصححه الحافظ ابن حجر٤.
وتابعه سفيان الثوري عن سماك بذكر الواقعة.
أخرجه البيهقي٥.
قال البيهقي٦ عقب ذكر رواية زهير وزائدة: "ورواه الثوري وإسرائيل عن سماك وقالا في الحديث: "بالواقعة ونحوها من السور".
وأخرجه الطبراني٧ عن إسرائيل عن سماك بذكر "ق" كرواية زهير وزائدة وظاهر سنده أنه حسن.
وفيه اختلاف آخر فقد أخرجه الطبراني٨ عن علي بن سعيد الرازي٩ قال: حدثنا
_________
١ في صحيحه -الإحسان (٥/١٣١ رقم ١٨٢٣) كتاب الصلاة، باب ذكر خبر ثان يصرح بصحة ما ذكرناه.
٢ في المعجم الكبير (٢/٢٢٢ رقم ١٩١٤) وفي الأوسط (٥/٣٠ رقم ٤٠٤٨) .
٣ في المستدرك (١/٢٤٠) كتاب الصلاة، باب كان النبي ﷺ يقرأ في صلاة الفجر بالواقعة ونحوها من السور.
٤ نتائج الأفكار في تخريج أحاديث الأذكار (١/٤٣٨) .
٥ في سننه (٣/١١٩) كتاب الصلاة، باب قدر قراءة النبي ﷺ في الصلاة المكتوبة وهو إمام.
٦ في سننه (٢/٣٨٩) .
٧ في المعجم الكبير (٢/٢٢٥ رقم ١٩٢٩) .
٨ في الأوسط (٤/٥٣٧ رقم ٣٩١٥) .
٩ علي بن سعيد بن بشير بن مهران الحافظ البارع أبو الحسن الرازي عليّك، قال حمزة السهمي سألت الدارقطني عنه فقال: "لم يكن بذاك في حديثه فإنما سمعت بمصر أنه والي قرية وكان يطالبهم بالخراج فما كانوا يعطونه قال فجمع الخنازير في المسجد" فقلت له: "إنما أسأل كيف هو في الحديث؟ " فقال: "حدث بأحاديث لم يتابع عليها" ثم قال: "في نفسي منه وقد تكلم فيه أصحابنا بمصر وأشار بيده وقال هو كذا كذا كأنه ليس هو ثقة".
وقال ابن يونس: "كان يفهم ويحفظ" وقال مرة: "تكلموا فيه"، ووثقه مسلم بن قاسم وكان عبدان بن أحمد الجواليقي يعظمه.
وقال الحافظ: "لعل كلامهم فيه من جهة دخوله في أعمال السلطان".
سؤالات السهمي للدارقطني (٢٤٤) السير (١٢/١٤٥) الميزان (٣/١٣١) اللسان (٤/٢٣١) بلغة القاصي والداني في تراجم شيوخ الطبراني (٢٢٦) .
1 / 220
عبد الله بن عمران الأصبهاني١ قال: حدثنا أبو داود الطيالسي قال: حدثنا شعبة و٢ أيوب بن جابر٣ عن سماك بن حرب عن جابر بن سمرة " أن النبي ﷺ كان يقرأ في الصبح بـ " ياسين ".
قال الهيثمي٤: "ورجاله رجال الصحيح".
وفي هذا نظر فإن شيخ الطبراني وعبد الله بن عمران وأيوب ليسوا من رجال الصحيح ثم إن هذا الطريق يخشى فيه من علي بن سعيد شيخ الطبراني فإنه حدث بأحاديث لم يتابع عليها كما قاله الدارقطني ولعل هذا منها كيف وقد خالف غيره فإن الحديث بذكر (ق) أو الواقعة لا ياسين.
قال الطبراني عقب هذا الحديث: "لم يرو هذا الحديث عن سماك إلا شعبة وأيوب بن جابر ولا رواه عنهما إلا أبو داود تفرد به عبد الله بن عمران".
قال الحافظ ابن حجر٥ بعد ذكره لهذا الطريق بذكر (يس): "هكذا وقع
_________
١ عبد الله بن عمران بن أبي علي الأسدي أبو محمد الأصبهاني نزيل الري صدوق من كبار الحادية عشرة. ق. ووثقه الذهبي.
الكاشف (٢/١٠٣) التقريب (٣١٦) .
٢ كذا في مجمع البحرين في زوائد المعجمين للهيثمي (٢/١٢٥) بالواو وفي الأوسط «بن» بدال الواو وهو خطأ ولهذا قال الطبراني في الأوسط عقب الحديث: لم يرو هذا الحديث عن سماك إلا شعبة وأيوب ... بالواو.
٣ أيوب بن جابر بن سيار السُّحيمي مصغرًا أبوسليمان اليمامي ثم الكوفي ضعيف من الثامنة. دت.
الكاشف (١/٩٣) التقريب (١١٨) .
٤ مجمع الزوائد (٢/١١٩) .
٥ نتائج الأفكار (١/٤٤١) .
1 / 221
في هذه الرواية وقد أخرجه مسلم من وجه آخر عن شعبة بهذا السند بلفظ:
" كان يقرأ في الظهر بسبح وفي الصبح أطول من ذلك".
فلعل بعض الرواة حمل حديث أيوب بن جابر على حديث شعبة وأيوب ابن جابر ضعيف".أ. هـ
ورواه أبو عوانة عن سماك عن رجل من أهل المدينة أنه صلى خلف النبي ﷺ فسمعه يقرأ في صلاة الفجر ﴿ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ﴾ و﴿يَس وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ﴾ .
أخرجه أحمد١ عن يونس عن أبي عوانة به.
قال الهيثمي٢: "ورجاله رجال الصحيح".
وأبو عوانة خالف غيره في ذكر الجمع بين السورتين "ق" و"يس".
[٦] الحديث السادس:
عن عبد الله بن السائب ﵁ قال: "صلى بنا النبي ﷺ الصبح بمكة فاستفتح سورة المؤمنين حتى جاء ذكر موسى وهارون أو ذكر عيسى (محمد بن عباد يشك أو اختلفوا عليه) أخذت النبي ﷺ سعلة، فركع" وعبد الله بن السائب حاضر ذلك.
أخرجه مسلم٣ واللفظ له عن حجاج بن محمد وعبد الرزاق، وأبو داود٤ عن عبد الرزاق وأبو عاصم كلهم عن ابن جريج قال: "سمعت محمد بن عباد بن جعفر يقول أخبرني أبو سلمة بن سفيان وعبد الله بن عمرو بن العاص
_________
١ في مسنده (٤/٣٤) .
٢ مجمع الزوائد (٢/١١٩) .
٣ في صحيحه (١٢/٣٣٦ رقم ٤٥٥) كتاب الصلاة، باب القراءة في الصبح.
٤ في سننه (١/٤٢٦ رقم ٤٥٥) كتاب الصلاة، باب القراءة في الصبح.
1 / 222
وعبد الله بن المسيب العابدي عن عبد الله بن السائب به".
وأخرجه النسائي١ من طريق خالد قال حدثنا ابن جريج قال: أخبرني محمد بن عباد حديثًا رفعه إلى أبي سفيان عن عبد الله بن السائب بنحوه.
وأخرجه ابن ماجه٢ من طريق سفيان بن عيينة عن ابن جريج عن ابن أبي مليكة عن عبد الله بن السائب بنحوه.
قال مسلم: وفي حديث عبد الرزاق: فحذف فركع وفي حديثه وعبد الله ابن عمرو ولم يقل ابن العاص.
وهكذا أيضًا عند أبي داود ليس فيه ابن العاص.
قال النووي٣: "قال الحفاظ: قوله ابن العاص غلط والصواب حذفه ليس هذا عبد الله بن عمرو بن العاص الصحابي بل هو عبد الله بن عمرو الحجازي كذا ذكره البخاري في تاريخه وابن أبي حاتم وخلائق من الحفاظ المتقدمين والمتأخرين"٤ ا-هـ.
وقال الحافظ٥: "وقوله ابن عمرو بن العاص وهم من بعض أصحاب ابن جريج وقد رويناه في مصنف عبد الرزاق فقال: عبد الله بن عمرو القارئ وهو الصواب"٦ ا-هـ.
_________
١ في سننه (٢/١٧٦ رقم ١٠٠٧) كتاب الافتتاح، باب قراءة بعض السورة.
٢ في سننه (١/٢٦٩ رقم٨٢٠) كتاب إقامة الصلاة والسنة فيها، باب القراءة في صلاة الفجر.
٣ شرح مسلم (٤/١٧٧) .
٤ انظر التاريخ الكبير (٥/١٥٢)، الجرح والتعديل (٥/١١٧) .
٥ الفتح (٢/٢٥٦) .
٦ انظر مصنف عبد الرزاق (٢/١٠٢ رقم ٢٦٦٧) .
1 / 223
وأخرج البخاري١ هذا الحديث تعليقًا فقال: "ويُذكر عن عبد الله بن السائب ... " فذكره.
قال الحافظ٢: "واختلف في إسناده على ابن جريج فقال ابن عيينة: عنه عن ابن أبي مليكة عن عبد الله بن السائب، أخرجه ابن ماجه.
وقال: أبو عاصم عنه عن محمد بن عباد عن أبي سلمة بن سفيان -أو سفيان بن أبي سلمة- وكأن البخاري علقه بصيغة "يذكر" لهذا الاختلاف مع أن إسناده مما تقوم به الحجة". ا-هـ
[٧] الحديث السابع:
عن عمرو بن حريث ﵁ أنه سمع النبي ﷺ يقرأ في الفجر: ﴿وَاللَّيْلِ إِذَا عَسْعَسَ﴾ ٣.
أخرجه مسلم٤ واللفظ له والنسائي٥ عن الوليد بن سريع٦ وأبو داود٧ وابن ماجه٨ عن أصبغ٩ مولى عمرو بن حريث كلاهما عن عمرو بن حريث به مرفوعًا.
_________
١ في صحيحه (١/٢٦٨) كتاب صفة الصلاة، باب الجمع بين السورتين في الركعة.
٢ الفتح (٢/٢٥٦) .
٣ التكوير، آية (١٧) .
٤ في صحيحه (٢/٢٢٦ رقم ٤٥٦) كتاب الصلاة، باب القراءة في الصبح.
٥ في سننه (٢/١٥٧رقم ٩٥١) كتاب الافتتاح، باب القراءة في الصبح بإذا الشمس كورت.
٦ الوليد بن سريع بفتح المهملة الكوفي صدوق من الرابعة. م س.
وقال الذهبي: ثقة.
الكاشف (٣/٢٠٩) التقريب (٥٨٢) .
٧ في سننه (١/٥١١ رقم ٨١٧) كتاب الصلاة، باب القراءة في الفجر.
٨ في سننه (١/٢٦٨ رقم ٨١٧) كتاب إقامة الصلاة، باب القراءة في صلاة الفجر.
٩ أصبغ مولى عمرو بن حريث المخزومي ثقة تغير من الرابعة. دق.
وقال الذهبي: "ثقة".
الكاشف (١/٨٥) التقريب (١١٤) .
1 / 224
ولفظ أبي داود وابن ماجه ﴿فَلا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ الْجَوَارِ الْكُنَّسِ﴾ .
ولفظ النسائي ﴿إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ﴾ .
[٨] الحديث الثامن:
عن معاذ بن عبد الله الجهني أن رجلًا من جهينة أخبره أنه سمع النبي ﷺ يقرأ في الصبح ﴿إِذَا زُلْزِلَتِ الأَرْض﴾ ١ في الركعتين كلتيهما فلا أدري أنسي رسول الله ﷺ أم قرأ ذلك عمدًا.
أخرجه أبو داود٢ والبيهقي٣.
من طريق عمرو بن الحارث٤ عن ابن أبي هلال٥ عن معاذ بن عبد الله الجهني٦ به بإسناد حسن.
_________
١ الزلزلة، آية (١) .
٢ في سننه (١/٥١٠،٥١١ رقم٨١٦) كتاب الصلاة، باب الرجل يعيد سورة واحدة في ركعتين.
٣ في سننه (٢/٣٩٠) كتاب الصلاة، باب التجوز في القراءة في صلاة الصبح.
٤ عمرو بن الحارث بن يعقوب الأنصاري مولاهم المصري أبو أيوب ثقة فقيه حافظ من السابعة مات قديمًا قبل الخمسين ومائة. ع.
الكاشف (٢/٢٨١) التقريب (٤١٩) .
٥ هو سعيد بن أبي هلال الليثي مولاهم أبو العلاء المصري قيل مدني الأصل وقال ابن يونس: "بل نشأ بها" صدوق لم أر لابن حزم في تضعيفه سلفًا إلا أن الساجي حكى عن أحمد أنه اختلط، من السادسة مات بعد الثلاثين ومائة وقيل قبلها وقيل قبل الخمسين بسنة. ع.
وقال الساجي: "صدوق"، وقال أبو حاتم: "لا بأس به"، ووثقه غير واحد كابن سعد والدارقطني والذهبي وغيرهم.
الجرح والتعديل (٤/٧١) الطبقات (٧/٥١٤) تهذيب الكمال (١١/٩٤) سنن الدارقطني (١/٣٠٦) الميزان (٢/١٦٢) الكاشف (١/٢٩٧) التقريب (٢٤٢) .
٦ معاذ بن عبد الله بن خُبيب مصغر الجهني المدني صدوق ربما وهم من الرابعة. بخ ٤.
وقال الدارقطني: "ليس بذاك" وقال ابن حزم: "مجهول" لكن وثقه ابن معين وأبو داود والذهبي.
تاريخ الدارمي عن ابن معين (رقم ٧٧٨) المحلي (٧/٣٦٤) الكاشف (٣/١٣٦) تهذيب الكمال (٢٨/١٢٦) تهذيب التهذيب (١٠/١٩٢) التقريب (٥٣٦) .
1 / 225
وقال النووي١: "رواه أبو داود بإسناد صحيح".
وقال الحافظ ابن حجر٢: "ورواته موثقون".
[٩] الحديث التاسع:
عن شبيب أبي روح٣ عن رجل من أصحاب النبي ﷺ عن النبي ﷺ "أنه صلى صلاة الصبح فقرأ الروم فالتبس عليه فلما صلى قال: "ما بال أقوامٍ يصلون معنا لا يحسنون الطهور فإنما يلبس علينا القرآن أولئك".
أخرجه النسائي٤ عن سفيان، وأحمد٥ عن شعبة وزائدة وسفيان، وعبد الرزاق٦ عن الثوري، وابن أبي عاصم٧ والبزار٨، والطبراني٩، وأبو نعيم١٠ عن شعبة كلهم عن عبد الملك بن عمير عن شبيب به، إلا عند ابن أبي عاصم والبزار والطبراني وأبي نعيم سمى الصحابي بالأعز.
_________
١ الخلاصة (١/٣٨٩) المجموع (٣/٣٨٤) .
٢ في نتائج الأفكار في تخريج الأذكار (١/٤٤٣) .
٣ شبيب بن نعيم أبو روح ثقة من الثالثة أخطأ من عده في الصحابة. دس.
الكاشف (٢/٤) التقريب (٢٦٤) .
٤ في سننه (٢/١٥٦ رقم ٩٤٧) كتاب الاستفتاح، باب القراءة في الصبح بالروم.
٥ في مسنده (٣/٤٧١، ٤٧٢ و٥/٣٦٣، ٣٦٨) .
٦ في مصنفه (٢/١١٦، ١١٧ رقم ٢٧٢٥) كتاب الصلاة، باب القراءة في صلاة الصبح.
٧ في الآحاد والمثاني (٥/٤٠ رقم ٢٥٧٩ و٢٧٠ رقم ٢٧٩٦) .
٨ كما في كشف الأستار (١/٢٣٤ رقم ٤٧٧) كتاب الصلاة، باب قراءة الإمام.
٩ في المعجم الكبير (١/٣٠١ رقم ٨٨١) .
١٠ في معرفة الصحابة (٢/٤٠٣ رقم ١٠٢٨) .
1 / 226
قال الهيثمي١: "رواه الطبراني في الكبير ورجاله ثقات".
وسند هذا الحديث حسن فإن مداره على عبد الملك بن عمير وقد اختلف فيه، فضعفه الإمام٢ أحمد جدًا وقال: "مضطرب الحديث جدًا مع قلة روايته ما أرى له خمس مائة حديث وقد غلط في كثير منها".
وقال ابن معين٣: "مخلط".
وقال أبو حاتم٤: "ليس بحافظ هو صالح تغير حفظه قبل موته".
وقال ابن معين٥: "ثقة إلا أنه أخطأ في حديث أو حديثين".
وقال ابن نمير٦: "كان ثقة ثبتًا في الحديث".
وقال العجلي٧: "صالح الحديث". وقال مرة: "ثقة".
وقال النسائي٨: "ليس به بأس".
وقال عبد الرحمن بن مهدي٩: "كان سفيان الثوري يعجب من حفظ عبد الملك".
وقال الحافظ ابن حجر١٠: "ثقة فصيح عالم تغير حفظه وربما دلس".
_________
١ مجمع الزوائد (٢/١١٤) .
٢ الجرح والتعديل (٥/٣٦٠) تهذيب الكمال (١٨/٣٧٣) .
٣ الجرح والتعديل (٥/٣٦١) .
٤ الجرح والتعديل (٥/٣٦١) .
٥ تهذيب التهذيب (٦/٤١٣) .
٦ تهذيب التهذيب (٦/٤١٣) .
٧ معرفة الثقات (٢/١٠٤) .
٨ تهذيب الكمال (١٨/٣٧٥) .
٩ الجرح والتعديل (٥/٣٦١) .
١٠ التقريب (٣٦٤) .
1 / 227
وقال أيضًا١: "أحتج به الجماعة وأخرج له الشيخان من رواية القدماء عنه في الاحتجاج، ومن رواية بعض المتأخرين عنه في المتابعات وإنما عيب عليه أنه تغير حفظه لكبر سنه لأنه عاش مائة وثلاث سنين ولم يذكره ابن عدي في الكامل ولا ابن حبان".
وقال الحافظ ابن حجر أيضًا٢: "هذا حديث حسن أخرجه أحمد عن محمد بن جعفر عن شعبة بهذا٣ السند لكن لم يسم الصحابي قال عن رجل من أصحاب النبي ﷺ.
وأخرجه أحمد أيضًا والنسائي من رواية سفيان الثوري عن عبد الملك كذلك.
وشبيب ثقة عده بعضهم في الصحابة غلطًا وسائر رجاله من رجال الصحيح وهذا يدل على أنه ﷺ كان ربما قرأ في الصبح من غير المفصل".أ. هـ.
وأخرج أحمد٤ هذا الحديث من طريق شريك عن عبد الملك بن عمير عن أبي روح الكلاعي قال: صلى بنا رسول الله ﷺ فذكره.
وفي سنده شريك وخالف غيره فلم يذكر الرجل من أصحاب النبي ﷺ بل جعله عن أبي روح مرفوعًا.
وأخرجه عبد الرزاق٥ عن معمر عن عبد الملك عن النبي ﷺ وزاد "في
_________
١ هدي الساري (٤٢٢) .
٢ نتائج الأفكار في تخريج أحاديث الأذكار (١/٤٤٠) .
٣ أي عن عبد الملك بن عمير عن شبيب أبي روح به.
٤ في مسنده (٣/٤٧١) .
٥ في مصنفه (١/١١٧ رقم ٢٧٣٠) كتاب الصلاة، باب القراءة في صلاة الصبح.
1 / 228
الفجر يوم الجمعة" لكن معمرًا خالف غيره أيضًا فلم يذكر شبيبًا ولا صاحب الحديث.
تنبيه:
ذكر ابن أبي عاصم١ هذا الحديث في ترجمة الأغر غير منسوب وقال: "لا أدري المزني أو جهني أو غيره".
وذكره الطبراني٢ ضمن حديث الأغر المزني.
وذكره أبو نعيم٣ غير منسوب عقب ترجمة الأغر المزني وقال: "ذكره بعض الناس وزعم أنه غير الأول وهما واحد".
وسماه البزار: "الأغر المزني".
قال الحافظ٤: "ولكن أدخل الطبراني حديثه هذا في أحاديث الأغر المزني وتبعه أبو نعيم وممن غاير بينهما البغوي فأورد حديثه عن زياد ابن يحيى عن مؤمل بسنده وقال فيه: عن الأغر رجل من بني غفار ورواه البزار في مسنده عن زياد بن يحيى بهذا الإسناد فوقع عنده عن الأغر المزني وهو خطأ والله أعلم".أ. هـ
[١٠] الحديث العاشر:
عن سليمان بن يسار٥ عن أبي هريرة ﵁ أنه قال: "ما رأيت رجلًا أشبه بصلاة
_________
١ الآحاد والمثاني (٥/٢٧٠) .
٢ في المعجم الكبير (١/٣٠١ رقم ٨٨١) . وقال الهيثمي: "ورجاله ثقات". المجمع (٢/١١٤) .
٣ معرفة الصحابة (٢/٤٠٢) .
٤ الاصابة (١/٥٦) .
٥ سليمان بن يسار الهلالي المدني مولى ميمونة وقيل أم سلمة ثقة فاضل أحد الفقهاء السبعة من كبار الثالثة مات بعد المائة وقبل قبلها. ع.
الكاشف (١/٣٢١) التقريب (٢٥٥) .
1 / 229
رسول الله ﷺ من فلان لإمام كان بالمدينة قال سليمان بن يسار: فصليت خلفه فكان يطيل الأوليين من الظهر ويخفف الأخريين ويخفف العصر ويقرأ في الأوليين من المغرب بقصار المفصل ويقرأ في الأوليين من العشاء من وسط المفصل ويقرأ في الغداة بطوال المفصل".
أخرجه النسائي١ عن عبد الله بن الحارث، وابن ماجه٢ مختصرًا٣، وأحمد٤ واللفظ له، وابن خزيمة٥ عن أبي بكر الحنفي٦، والطحاوي٧ مختصرًا٨ عن زيد بن الحباب٩ والمغيرة بن عبد الرحمن المخزومي١٠، وابن
_________
١ في سننه (٢/١٦٧ رقم ٩٨٣) كتاب الاستفتاح، باب القراءة في المغرب بقصار المفصل.
٢ في سننه (١/٢٧٠، ٢٧١ رقم ٨٢٧) كتاب إقامة الصلاة، باب القراءة في الظهر والعصر.
٣ يذكر صلاة الظهر والعصر فقط.
٤ في مسنده (٢/٣٢٩، ٣٣٠) .
٥ في صحيحه (١/٢٦١ رقم ٥٢٠) كتاب الصلاة، باب ذكر الدليل على أن النبي ﷺ إنما كان يقرأ بطولى الطويليين في الركعتين الأوليين من المغرب لا في ركعة واحدة.
٦ عبد الكبير بن عبد المجيد بن عبيد البصري أبو بكر الحنفي ثقة من التاسعة مات سنة أربعين ومائتين. ع. وقال الذهبي: "ثقة". الكاشف (٣/١٨٠) التقريب (٣٦٠) .
٧ في شرح معاني الآثار (١/٢١٤) كتاب الصلاة، باب القراءة في صلاة المغرب.
٨ بذكر صلاة المغرب فقط.
٩ زيد بن الحباب أبو الحسين العُكْلي أصله من خراسان وكان بالكوفة ورحل في الحديث فأكثر منه وهو صدوق يخطئ في حديث الثوري من التاسعة مات سنة ثلاثين ومائة. ل م٤.
الكاشف (١/٢٦٥) التقريب (٢٢٢) . وقال الذهبي: ل"م يكن به بأس قد يهم".
١٠ المغيرة بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام المخزومي أبو هشام أو هاشم المدني أخو أبي بكر ثقة جواد من الخامسة مات سنة بضع ومائة. مد.
الكاشف (٣/١٤٩) التقريب (٥٤٣) .
1 / 230