"لَيَأْتِيَنَّ عَلَى النّاسِ زَمَانٌ، يَطُوفُ الرّجلُ١ بِالصَّدَقَةِ من الذّهبِ٢ ثُمَّ لا يَجِدُ أحَدًا يأخذها منه. وَيُرَى الرَّجُلُ الْوَاحِدُ يَتْبَعُهُ أَرْبَعُونَ امرأةً٣، مِن قِلَّةِ الرِّجالِ، وَكَثْرةِ النِّساءِ".
(٣٥) وللبخاريّ٤، عن ابن عمر: سَمِعْتُ رسولَ الله – ﷺ يقول:
_________
١ في صحيح مسلم "يطوف الرّجل فيه" بزيادة لفظ: فيه.
٢ هذا يتضمن التنبيه على ما سواه؛ لأنّه إذا كان الذّهب لا يقبله أحد، فكيف الظّنّ بغيره.
وقوله ﷺ: "يطوف"، إشارة إلى أنّه يتردّد بها بين الناس، فلا يجد من يقبلها. فتحصل المبالغة والتّنبيه على عدم قبول الصّدقة: بثلاثة أشياء: كونه يعرضها، ويطوف بها، وكونها من ذهب. وفي هذا الحثّ على المبادرة بالصّدقة، واغتنام إمكانها قبل تعذرها.
٣ في صحيح مسلم: بعد هذه الجملة: "يلذن به".
ومعنى يلذن به. أي ينتمين إليه؛ ليقوم بحوائجهنّ، ويذب عنهن وهو من لاذ به. يلوذ. لوذًا ولياذا: إذا التجأ إليه واستغاث.
٤ صحيح البخاري بشرح الفتح جـ ١٣ – كتاب الاعتصام بالسّنة – باب ما يذكر من ذم الرأي وتكلف القياس – ص ٢٨٢.
1 / 55