الْجُزْءُ الثَّانِي مِنْ أَحَادِيثِ أَبِي طَاهِرٍ السِّلَفِيِّ عَلَى جَعْفَرٍ السَّرَّاجِ رِوَايَةُ أَبِي الْفَضْلِ جَعْفَرِ بْنِ عَلِيٍّ الْهَمْدَانِيِّ الْمُقْرِئِ، عَنْ السِّلَفِيِّ.
رِوَايَةُ التَّقِيِّ سُلَيْمَانَ بْنِ حَمْزَةَ بْنِ أَحْمَدَ الْحَاكِمِ، عَنْهُ.
رِوَايَةُ أَبِي الْحَسَنِ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أَحْمَدَ الدِّمَشْقِيِّ، عَنْهُ إِذْنًا.
رِوَايَةُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ حُجْرٍ فِي الْجُزْءِ، عَنْهُ.
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا
1 / 1
١ - أَخْبَرَنِي أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي الْمَجْدِ الْجَوْزِيُّ، بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ ظَاهِرَ الْقَاهِرَةِ، أَنْبَأَكُمْ سُلَيْمَانُ بْنُ حَمْزَةَ بْنِ أَبِي عُمَرَ الْقَاضِي، نا جَعْفَرُ بْنُ عَلِيٍّ الْهَمْدَانِيُّ، أنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْحَافِظُ السِّلَفِيُّ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ وَأَنَا أَسْمَعُ فِي ثَالِثَ عَشَرَ الْمُحَرَّمِ سَنَةَ إِحْدَى وَسَبْعِينَ وَخَمْسِ مِائَةٍ، أنا الشَّيْخُ أَبُو مُحَمَّدٍ جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ السَّرَّاجِ الْمُقْرِئُ، بِبَغْدَادَ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ مِنْ أُصُولِ كُتُبِهِ فِي ذِي الْقَعْدَةِ سَنَةَ ثَمَانٍ وَتِسْعِينَ وَأَرْبَعِ مِائَةٍ، أنا أَبُو الْقَاسِمِ عَلِيُّ بْنُ الْمُحْسِنِ بْنِ عَلِيٍّ التَّنُوخِيُّ، نا أَبُو عُمَرَ مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ بْنِ حَيُّوَيْهِ الْخَزَّارُ، نا مُحَمَّدُ بْنُ الْقَاسِمِ بْنِ بَشَّارٍ الأَنْبَارِيُّ، نا أَبِي، قَالَ: قَالَ الْخَلِيلُ: اجْعَلْ مَا فِي الدَّفْتَرِ رَأْسَ مَالِكَ، وَمَا فِي قَلْبِكَ لِلنَّفَقَةِ، وَأَنْشَدَ:
لَيْسَ بِعِلْمٍ مَا حَوَى الْقِمْطَرُ ... مَا الْعِلْمُ إِلا مَا حَوَاهُ الصَّدْرُ
1 / 2
٢ - وَبِهِ إِلَى أَبِي بَكْرٍ الأَنْبَارِيِّ، أَنْشَدَنَا أَبُو الْحَسَنِ بْنُ الْبَرَاءِ:
إِذَا كَلَّمَتْنِي بِالْجُفُونِ الْفَوَاتِرِ ... رَدَدْتُ عَلَيْهَا بِالدُّمُوعِ الْبَوَادِرِ
فَلَمْ يَعْلَمِ الْوَاشُونَ مَا كَانَ بَيْنَنَا ... وَقَدْ قُضِيَتْ حَاجَاتُنَا بِالضَّمَائِرِ
وَتَقْتُلَنِي ظُلْمًا بِأَسْهُمِ لَحْظِهَا ... أَمَا حَكَمٌ يَقْضِي عَلَى طَرْفِ جَائِرِ
فَلَوْ كَانَ لِلْعُشَّاقِ قَاضٍ مِنَ الْهَوَى ... لَقَضَى بَيْنَ الْفُؤَادِ وَنَاظِرِي
1 / 3
٣ - أَنْشَدَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْقَاسِمِ، أَنْشَدَنَا الْمُقْرِئُ عَنْ رِجَالِهِ:
دَهَانِي مِنَ الأَيَّامِ سُرْعَةُ مَرِّهَا ... وَكَثْرَةُ تَصْرِيفِ اللَّيَالِي وَكَرْبِهَا
فَصِرْتُ إِلَى فَقْدِ الشَّبَابِ وَظِلِّهِ ... وَمَهْرَمَةِ الشَّيْبِ وَتَنْقُصُ دَرّهَا
أُعَلِّلُ بِالْفَضْلِ مِنْ نَفْسِي وانقضى ... عَلَى قَرِّ أَيَّام الزَّمَانِ وَحَرّهَا
رَأَيْتُ الْفَتَى يُبْلَى وَيَلْهُو عَنِ الْبِلَى ... عَلَى سحر آمَال طُوَال. . . . . . . . .
1 / 4
٤ - وَبِهِ إِلَى ابْنِ حَيُّوَيْهِ، أَنْشَدَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْقُرَشِيُّ: أَنْشَدَنَا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى قَوْلَهُ:
مِفْتَاحُ بَابِ الْفَرَجِ الصَّبْرُ ... وَكُلُّ عُسْرٍ بَعْدَهُ يُسْرُ
وَالدَّهْرُ لا يَبْقَى عَلَى حَالِهِ ... وَالأَمْرُ يَأْتِي بَعْدَهُ الأَمْرُ
وَالْكَرْب تُفْنِيهِ اللَّيَالِي الَّتِي ... يَأْتِي عَلَيْهَا الْخَيْرُ وَالشَّرُّ
فَكَيْفَ يَبْقَى حَالٌ مَنْ حَالُهُ ... يُسْرِعُ فِيهَا النَّوْمُ وَالسَّهَرُ
1 / 5
٥ - وَبِهِ إِلَى حَيُّوَيْهِ أَنْشَدَنَا بِخَطِّهِ:
وَإِنِّي لَأُعْطِي كُلَّ أَمْرٍ بِقِسْطٍ ... إِذَا الْخَطْبُ فِي بَعْضِ الْحَوَادِثِ. . . وأستعتب الأَخْلَاق. . . . ... وأستعتب. . . . . . . . . . . . . . . .
1 / 6
٦ - وَبِهِ إِلَى ابْنِ حَيُّوَيْهِ، أَنْشَدَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي طَاهِرٍ: أَنْشَدَنِي أَبِي لِبَعْضِهِمْ فِي الْمَشَايِخِ، قَالَ أَبُو عَمْرٍو: نَرْوِي هَذِهِ الأَبْيَاتَ لِلأُمَوِيِّ:
أَرْضٌ مُرَبَّعَةٌ حَمْرَاءُ مِنَ أَدَمٍ ... مَا بَيْنَ اثْنَيْنِ مُعْرَفَيْنِ بِالْكَرَمِ
تَذَاكَرَا الْحَرْبَ فَاحْتَالا لَهَا حِيَلا ... مِنْ غَيْرِ أَنْ يَأْثَمَا فِيهَا بِسَفْكِ دَمِ
هَذَا يُغِيرُ عَلَى هَذَا وَذَاكَ عَلَى ... هَذَا يُغِيرُ وَعَيْنُ الْحَزْمِ لَمْ تَنَمِ
فَانْظُرْ إِلَى فِطَنٍ جَالَتْ بِمَعْرِفَةٍ ... فِي عَسْكَرَيْنِ بلا طَبْلٍ وَلا عَلَمِ
1 / 7
٧ - وَبِهِ إِلَى ابْنِ حَيُّوَيْهِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْقَاسِمِ بْنِ جَعْفَرٍ الْبَزَّازُ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الرَّبِيعِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ زُرَارَةَ، حَدَّثَنِي مُحَلِّمُ بْنُ أَبِي مُحَلِّمٍ الشَّاعِرُ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: شَخَصْتُ مَعَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ طَاهِرٍ إِلَى خُرَاسَانَ فِي الْوَقْتِ الَّذِي شَخَصَ، وَكُنْتُ أُعَادِلُهُ وَأُسَامِرُهُ، فَلَمَّا صِرْنَا إِلَى الرَّيِّ مَرَرْنَا بِهَا سَحَرًا، فَسَمِعْنَا أَصْوَاتَ الأَطْيَارِ وَغَيْرِهَا، فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ: لِلَّهِ دَرُّ أَبِي كَثِيرٍ الْهُذَلِيِّ حَيْثُ قَالَ:
أَلا يَا حَمَامَ الأَيْكِ إِلْفُكَ حَاضِرٌ ... وَغُصْنُكَ مَيَّادٌ فَفِيمَ تَنُوحُ
ثُمَّ قَالَ: يَا أَبَا مُحَلِّمٍ هَلْ حَضَرَكَ فِي هَذَا شَيْءٌ؟ فَقُلْتُ: أَصْلَحَ اللَّهُ الأَمِيرَ كَبُرَتْ سِنِّي وَفَسَدَ ذِهْنِي، وَلَعَلَّ شَيْئًا أَنْ يَحْضُرَ، ثُمَّ حَضَرَ شَيْءٌ، فَقُلْتُ: أَصْلَحَ اللَّهُ الأَمِيرَ قَدْ حَضَرَ شَيْءٌ تَسْمَعُهُ؟ فَقَالَ: هَاتِهِ، فَقُلْتُ:
أَفِي كُلِّ يَوْمٍ غُرْبَةٌ وَنُزُوحُ ... أَمَا لِلنَّوَى مِنْ وَنْيَةٍ فَتُرِيحُ؟
لَقَدْ طَلَّحَ الْبَيْنُ الْمُشِتُّ رَكَائِبِي ... فَهَلْ أَرَيَنَّ الْبَيْنَ وَهُوَ طَلِيحُ؟
وَذَكَّرَنِي بِالرَّيِّ نَوْحُ حَمَامَةٍ ... فَنُحْتُ وَذُو الشَّجْوِ الْحَزِينُ يَنُوحُ
عَلَى أَنَّهَا نَاحَتْ وَلَمْ تُذْرِ دَمْعَةً ... وَنُحْتُ وَأَسْرَابُ الدُّمُوعِ سُفُوحُ
وَنَاحَتْ وَفَرْخَاهَا بِحَيْثُ تَرَاهُمَا ... وَمِنْ دُونِ أَفْرَاخِي مَهَامِهُ فِيحُ
عَسَى جُودُ عَبْدِ اللَّهِ أَنْ يَعْكِسَ النَّوَى ... فَنَلْقَى عَصَا التَّطْوَافِ وَهِيَ طَلِيحُ
قَالَ: فَقَالَ: يَا غُلامُ أَنِخْ، لا وَاللَّهِ لا جُزْتَ مَعِي حَافِرًا وَلا خُفًّا حَتَّى تَرْجِعَ إِلَى فِرَاخِكَ.
كَمِ الأَبْيَاتُ؟ فَقُلْتُ: سِتَّةٌ، فَقَالَ: يَا غُلَامُ أَعْطِهِ سِتِّينَ أَلْفًا، وَمَرْكَبًا، وَكِسْوَةً، وَوَدَّعْتُهُ وَانْصَرَفْتُ
1 / 8
٨ - وَبِهِ نا أَبُو مُزَاحِمٍ الْخَاقَانِيُّ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو الْوَرَّاقُ، نا إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الأَنْصَارِيُّ، شَيْخٌ مِنْ أَهْلِ الرَّقَّةِ، قَالَ: رَأَيْتُ فِي طَرِيقِ مَكَّةَ أَحْسَبُهُ بِبُطْنَان أَعْرَابِيًّا، قُلْتُ: يَا أَعْرَابِيُّ أَمَعَكَ مِنْ كَلامِ اللَّهِ ﷿ شَيْءٌ؟ قَالَ: لا، إِلا هَذِهِ الْقلاقِلَ، وَشَتْمَ أَبِي لَهَبٍ، يَعْنِي: ﴿قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ﴾ [الإخلاص: ١]، وَ﴿قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ﴾ [الفلق: ١]، و﴿قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ﴾ [الناس: ١]
1 / 9
٩ - وَبِهِ أَنْشَدَنَا أَبُو مُزَاحِمٍ الْخَاقَانِيُّ لِنَفْسِهِ: أَضَرَالشِّعْرُ فِي مَقَالٍ. . . وَاضِحٍ جَامِعٍ بِبَيْتٍ رَضِيٍّ هُوَ أَسْرَى مَسِيرَةً لَدِيَّ وَهُوَ أَدْنَى مَسِيرَةً لِسِرْي
1 / 10
١٠ - حَدَّثَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ الْمُنَادِي، حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي مُحَمَّدٍ الزَّيْدِيُّ، أَخْبَرَنِي أَخِي أَبُو جَعْفَرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، وَأَخْبَرَنِي عَمِّي إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالا: أنا أَبُو مُحَمَّدٍ يَحْيَى بْنُ الْمُبَارَكِ بْنِ الْمُغِيرَةِ الْعَدَوِيُّ الْيَزِيدِيُّ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، قَالَتْ: " كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ يَقْرَأُ: مَلِكِ يَوْمِ الدِّينِ بِغَيْرِ أَلِفٍ حَتَّى مَاتَ "
أَنْشَدَنِي مُحَمَّدُ بْنُ خَلَفِ بْنِ الْمَرْزُبَانِ: أَنْشَدَنِي فَضْلٌ الشَّاعِرُ:
تَلُومُ عَلَى مَنْ سَمِعَ مِنْكَ الْمِزَاحِ لِغَيْرِكُمْ ... لَقَدْ جِئْتُ مَا عَنْهُ نُهِيتُ عَلَى عَمْدِ
وَفِيمَ لَوْ صَرَّحْتُ بِاسْمِكَ فِي الْهَوَى ... لأقْصَرْتُ عَنْ أَشْيَاء فِي الْهَزْلُ وَالْجِدُّ
وَلَكِنَّنِي أُبْدِي لِهَذَا مَوَدَّةً ... وَذَاكَ وَأَخْلُو فِيكَ بِالْبَثِ وَالْوُدُّ
حَدَّثَنِي أَبِي، قَالَ: قَرَأْتُ عَلَى حَائِطٍ بِبَيْتٍ كَانَ يَعْرِفُونَ هَذَا الشَّعْرَ، وَذَكَرَ كَاتِبَهُ أَنَّهُ مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ بْنِ حِبَّانَ:
لَمَا تَرَكْتُ الْعِرَاقَ أَرْضِي لأَنِّي ... أَبْتَغِي غَيْرَهَا مِنَ الأَرْضِ أَرْضَا
غَيْرَ أَنَّ الْفَتَى إِذَا خَانَهُ الدَّهْرُ ... وَقَلَّ الْوَفَاءُ قَرْضًا وَفَرْضَا
قَدْ أَحْيَاهُ بِصَدِيقٍ وَيَسْتَنْكِرُ ... الأَهْلُ دَهْر الزَّمَان. . . . . .
فَتَخَوَّفْتُ مَا رَأَيْتُ مِنَ الدَّهْرِ وَمِنْ ... صَرْفِهِ فَأَسْرَعْتُ رَكْضَا
وَجَعَلْتُ الْمَطِيَّ أَكْثَرَ هَمِّي ... وَقَطَعْتُ الْبِلادَ طُولا وَعَرْضَا
كَيْ أَنَالَ الَّذِي يُبَدِّلُ بِالْفَقْرِ ... غِنًى ظَاهِرًا وَيُورِثُ خَفْضَا
وَأَقِي الْعِرْضَ مَا حَيِيتُ فَإِنِّي ... لا أَرَى لِلْفَتَى مَعَ الْفَقْرِ عِرْضَا
فَوَجَدْتُ أَسْفَلَ هَذَا الشِّعْرِ:
وَطُولُ مُقَامِ الْمَرْءِ فِي الْحَيِّ مُخْلِقٌ ... لِدِيبَاجَتِهِ فَاغْتَرِبْ تَتَجَدَّدِ
فَإِنِّي رَأَيْتُ الشَّمْسَ زِيدَتْ مَحَبَّةً ... إِلَى النَّاسِ أَنْ لَيْسَتْ عَلَيْهِمْ بِسَرْمَدِ
1 / 11
١١ - حَدَّثَنا أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سُلَيْمَانَ السِّجِسْتَانِيُّ، نا عِيسَى بْنُ شَاذَانَ، نا أَيُّوبُ بْنُ الْمُتَوَكِّلِ، نا الْفُضَيْلُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «سَأَلْتُ رَبِّي ﷿ اللاهِينَ مِنَ ذُرِّيَّةِ الْبَشَرِ فَأَعْطَانِي»
1 / 12
١٢ - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ خَلَفٍ الآجُرِّيُّ، حَدَّثَنِي أَبُو عَلِيٍّ الْمَرْوَزِيُّ، أنا السَّرِيُّ بْنُ يَزِيدَ الْمَرْوَزِيُّ، نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ يَحْيَى بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ التَّيْمِيُّ، نا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ الشَّيْبَانِيِّ، عَنْ أَبِي قَيْسٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ، يَقُولُ: «خَلَقَ اللَّهُ ﷿ لأَهْلِ الْجَنَّةِ لِكُلِّ رَجُلٍ وَلِكُلِّ أُنْثَى حُسْنًا عَلَى خَدِّهِ، وَخَلَقَ لأَهْلِ الدُّنْيَا حُسْنًا مِنْ حُسْنِ آدَمَ ﵇، وَلَمْ يَخْلُقِ اللَّهُ شَيْئًا فِي الدُّنْيَا أَحْسَنَ مِنْ آدَمَ»
1 / 13
١٣ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ خَلَفٍ الْمُحَوَّلِيُّ، نا أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ، نا عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ مَعْمَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: كَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ أَحْسَنَ رَجُلٍ رَأَتْهُ قُرَيْشٌ قَطُّ
1 / 14
١٤ - حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي الطَّاهِرِ، حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ. . . . . .، سَمِعْتُ أَبِي، يَقُولُ: أَتَيْنَا ابْنَ سُرَيْحٍ، فِي مَرَضِهِ، فَقُلْتُ لَهُ: كَيْفَ أَصْبَحْتَ؟ فَقَالَ: كَمَا قَالَ الشَّاعِرُ:
مَرِيضٌ غَابَ عَنْهُ أَقْرَبُوهُ ... وَأَسْلَمَهُ الْمُدَاوِي لِلْحَمِيمِ
ثُمَّ مَاتَ مِنْ لَيْلَتِهِ
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْكَاتِبُ، حَدَّثَنِي مَيْمُونُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: دَخَلَ أَعْرَابِيٌّ مِنَ الْبَادِيَةِ الْعِرَاقَ فِي أَوَانِ الرُّطَبِ، فَرَأَى بُسْتَانًا كَثِيرَ النَّخْلِ وَجَمَاعَةٌ يَدْخُلُونَهُ، فَدَخَلَهُ فَرَأَى قَوْمًا يَعَبُّونَ الرُّطَبَ، وَالتَّمْرَ فِي الأَطْبَاقِ وَيُغَطُّونَهُ، فَمَدَّ يَدَهُ لِيَأْكُلَ، فَمَنَعَهُ صَاحِبُهُ، فَقَالَ:
أَرَى النَّخْلَ عِنْدَ النَّاسِ أَضْحَى مُحَلَّلا ... وَعَهْدِي بِهِ فِيمَا مَضَى لا يُحَلَّلُ
يَرِفُّ عَلَى الأَطْبَاقِ بَرْقًا كَأَنَّهُ ... عَرُوسٌ تُفَدِّي تَارَّةً وَتَبْخَلُ
وَإِنْ رُمْتَهُ فِي النَّخْلِ قَبْلُ ... حَرَامُهُ يَلْقَاكَ ناظور بِكَفَّيْهِ مُنَجَّلُ
أَنْشَدَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي طَاهِرٍ، أَنْشَدَنِي أَبِي. . . . . . . بْن حَسَن:
إِذَا مَا رَنَوْنَا نَحْوَهَا بِعُيُونِنَا ... رَنَتْ بِعُيُونٍ سُهَّدٍ غَيْرِ هُجَّدِ
تُلاحِظُ أَحْدَاقَ الْوَرَى حَدَقَ الثَّرَى ... لَهَا زَهَرَاتٌ لَمْ تُكَحَّلْ بِإِثْمِدِ
مُفَتَّحَةً أَحْدَاقُهَا ذَهَبِيَّةٌ ... بِأَغْصَانِ دُرٍّ فِي غُصُونِ زَبَرْجَدِ
أَنْشَدَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ، أَنْشَدَنِي أَبِي:
أَهِنِ اللَّئِيمَ إِنِ اسْتَطَعْتَ هَوَانَهُ ... إِنَّ الْكَرَامَةَ عِنْدَهُ لا تَنْفَعُ
أَنْشَدَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ الْعَبَّاسِ، أَنْشَدَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الصُّوفِيُّ لِنَفْسِهِ:
الْبُخْلُ شُؤْمٌ وَلَهُ قَسْوَةٌ ... وَكُلُّ مَا ضَرَّ فَمَذْمُومُ
قَدْ فَازَ مَنْ كَانَتْ لَهُ نِعْمَةٌ ... تَظْهَرُ وَالْمَعْرُوفُ مَكْتُومُ
أَمْوَالُهُ يُتْلِفُهَا رَاضِيًا ... وَهُوَ لِشُكْرِ اللَّهِ مَوْسُومُ
وَآخَرُ يَحْرُسُ أَمْوَالَهُ ... مُوَكَّلٌ بِالْجَمْعِ مَهْمُومُ
قَدْ عَدِمَ اللَّذَّاتِ فِي رِفْقِهِ ... كَأَنَّهُ لِلْمُشِحَّاتِ مَحْمُومُ
1 / 15
١٥ - حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّكَّرِيُّ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو، حَدَّثَنِي عُمَرُ بْنُ شَبَّةَ، حَدَّثَنِي عِيسَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، حَدَّثَتْنِي عَائِشَةُ مَوْلاةُ ابْنِ أَبِي الْفَخْرِ، عَنْ مَوْلاهَا ابْنِ أَبِي الْفَخْرِ، قَالَ: سَمَّنْتُ بَهِيمَةً لِي ثُمَّ خَرَجْتُ بِهَا أَبِيعُهَا، فَمَرَرْتُ بِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ، فَقَالَ: يَا صَاحِبَ الْبَهِيمَةِ أَتَبِيعُ؟ فَرَجَعْتُ إِلَيْهِ، فَقُلْتُ: لا وَاللَّهِ وَلَكِنْ هِيَ لَكَ، وَانْصَرَفْتُ وَتَرَكْتُهُ، فَأَقَمْنَا أَيَّامًا، ثُمَّ إِذَا الْحَمَّالُونَ عَلَى الْبَابَ، فَإِذَا عِشْرُونَ يَحْمِلُونَ حِنْطَةً، وَعِشْرُونَ يَحْمِلُونَ زَيْتًا، وَخَمْسَةٌ يَحْمِلُونَ كِسْوَةً، وَوَاحِدٌ يَحْمِلُ مَالا حَتَّى أُدْخِلَتْ عَلَيَّ
1 / 16
١٦ - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّكَّرِيُّ، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ الْوَرَّاقُ، نا مُجَاهِدُ بْنُ مُوسَى الْخُوَارِزْمِيُّ، نا مَعْنُ بْنُ عِيسَى، نا عُمَرُ بْنُ سَلامٍ، قَالَ: لَمَّا دَفَعَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ وَلَدَهُ إِلَى الشَّعْبِيِّ يُؤَدِّبُهُمْ، قَالَ: عَلِّمْهُمُ الشِّعْرَ يَنْجُدُوا، وَيَمْجُدُوا، وَأَطْعِمْهُمُ اللَّحْمَ تَشْتَدُّ قُلُوبُهُمْ، وَجُزَّ شُعُورَهُمْ لِتَغْلُظَ رِقَابُهُمْ وَجَالِسْ بِهِمْ عِلْيَةَ الرِّجَالِ يُنَاقِضُوهُمُ الْكَلامَ
أَنْشَدَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ الْمَرْزُبَانِ، أَنْشَدَنِي مُنْشَدًا:
وَصَهْبَاءِ مِثْلِ الشَّمْسِ طَيِّبَةِ النَّشْرِ ... تَجِيؤُكَ مِنْ أَسْرَابِهَا نَفْحُ الْعِطْرِ
هِيَ الْبَدْرُ إِلا أَنَّ فِيهَا لَطَائِفٌ ... مِنَ الْحُسْنِ لَيْسَتْ فِي هِلالٍ وَلا بَدْرِ
وَتَنْظُرُ فِي الْوَجْهِ الْقَبِيحِ لِحُسْنِهَا ... فَتَكْسُوهُ حُسْنًا بَاقِيًا آخِرَ الدَّهْرِ
أَنْشَدَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْفَاخُورِيُّ، أَنْشَدَنَا لِسَهْلِ بْنِ هَارُونَ:
إِنْ يَكُنْ فِي الأَرْضِ شَيْءٌ حَسَنْ ... فَهُوَ فِي هَدِيَّتِي عِنْدَ الْمَلِكْ
حُجِبَتْ لأَتَنَزْهُ عَنْ قَوْلِ لا فَهِيَ ... لا تَعْرِفُ إِلا قَوْلَ فَهِيَ لَكْ
أَنْشَدَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْقَاسِمِ الْعَسْكَرِيُّ، أَنْشَدَنِي عُمَرُ بْنُ شَبَّةَ فِي مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ:
الآنَ قُلْ. . . . . . . فَقْدِ مَالِكٍ ... الآنَ فَقَدْنَا الْعِلْمَ إِذَا مَاتَ مَالِكُ
فَمَا لِيَ لا أَبْكِي عَلَيْهِ وَقَدْ بَكَتْ ... عَلَيْهِ الثُّرَيَّا وَالنُّجُومُ الشَّوَابِكُ
وَمَا لِيَ لا أَبْكِي عَلَى فَقْدِ مَالِكٍ ... إِذَا عَزَّ مَفْقُودٌ مِنَ النَّاسِ هَالِكُ
حَلَفْتُ بِمَا أَهْدَتْ قُرَيْشٌ وَحَلَلْتُ ... صَبِيحَةَ عَشْرٍ حَيْثُ تُقْضَى الْمَنَاسِكُ
مِنْهُمْ وِعَاءُ الْعِلْمِ وَالْفِقْهِ مَالِكٌ ... إِذَا انْتَهَتْ إِعْجَازُ أَمْرٍ وَحَارِكُ
. . . . . . . عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ عَنْ شُيُوخِهِ وَبِهِ إِلَى السَّرَّاجِ، أَنْشَدَنَا التَّنُوخِيُّ، أَنْشَدَنِي أَبُو الْفَرَجِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ عَبْدَكَ الْمِصْرِيُّ، فِي مَجْلِسِ ابْنِ حَيُّوَيْهِ، أَنْشَدَنِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُعْتَمِدِ عَلَى اللَّهِ، أَنْشَدَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُعْتَزِّ لِنَفْسِهِ:
مَا ذُقْتُ طَعْمَ النَّوْمِ لَوْ يَدْرِي ... كَأَنَّ جَنْبِي عَلَى الْجَمْرِ
فِي قَمَرٍ مُسْتَبْرَقٍ نِصْفُهُ ... كَأَنَّهُ مِجْرَفَةُ الْعِطْرِ
1 / 17
١٧ - وَبِهِ إِلَى السَّرَّاج، أنا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْوَاحِدِ ابْنِ الْبَلَدِيِّ، نا الْمُعَافَى بْنُ بَكْرٍ، نا الْجَرِيرِيُّ، إِمْلاءً، نا مُحَمَّدُ بْنُ مَخْلَدِ بْنِ حَفْصٍ الْعَطَّارُ، نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَتِيقُ، نا دَاوُدُ بْنُ مِهْرَانَ، نا مُحَمَّدُ بْنُ الْفَضْلِ، عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «يَؤُمُّكُمْ أَقْرَؤُكُمْ وَإِنْ كَانَ وَلَدَ زِنًا»
1 / 18
١٨ - أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ الْفَضْلِ الطَّحَّانُ، بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، نا أَبُو الْقَاسِمِ عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سُنْبُكٍ الْقَاضِي، نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْمُقْرِئُ، نا حَاجِبُ بْنُ الْوَلِيدِ، نا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ سُلَيْمَانَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ قَالَ: «وُلِدَ لِنُوحٍ ثَلاثَةٌ سَامٌ وَحَامٌ وَيَافِثُ، فَأَمَّا سَامٌ فَأَبُو الْعَرَبِ وَفَارِسَ وَالرُّومِ وَأَهْلِ الشَّامِ وَمِصْرَ، وَأَمَّا يَافِثُ فَأَبُو يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ وَالْخَزَرِ، وَأَمَّا حَامٌ فَأَبُو هَذِهِ الْجِلْدَةِ السَّوْدَاءِ»
1 / 19
١٩ - أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ شَاهِينَ، نا أَبِي، نا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ، نا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، نا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنِ ابْنِ الْمُسَيِّبِ، قَالَ: وَلَدُ نُوحٍ ثَلاثَةٌ: حَامٌ وَسَامٌ وَيَافِثُ، فَوَلَدُ كُلِّ وَاحِدٍ ثَلاثَةٌ، فَوَلَدُ سَامٍ الْعَرَبُ وَفَارِسُ وَالرُّومُ، وَفِي كُلِّ هَؤُلاءِ خَيْرٌ، وَوَلَدُ حَامٍ الْقِبْطُ وَالسُّودَانُ وَبَرْبَرٌ، وَوَلَدُ يَافِثَ التُّرْكُ وَالصَّقَالِبَةُ وَيَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ، وَلَيْسَ فِي هَؤُلاءِ خَيْرٌ فَهَذَا آخِرُ الأَنْسَابِ أَنْ أَقُولَهُ
1 / 20