آه.
فالانتون :
إذن، لست عاشقا يا صديقي، ولا شيء يحول دون زواجك، فما عليك إلا أن تصمم على الزواج، ثم تجيل أبصارك فيمن حولك من الفتيات، حتى إذا اخترت إحداهن تفكر بعد زواجك في خلق الحب بينك وبينها، تلك هي القاعدة، ولا خير في العمل بسواها.
بولين لميشال :
وبماذا أجبت على هذا النصح؟
ميشال :
أما أنا فلا أرى في الوجود إلا ثلاث حوادث هامة هي: الولادة فالزواج فالموت، وكلها متساوية تخضع لنظام واحد، فإذا كان الإنسان لا يجيء الحياة مختارا ولا يبارحها مختارا، فالزواج لا يرسو أيضا على الاختيار، وهو صنو الولادة والموت. من منا لم يأت الحياة صاغرا، ولن يبارحها صاغرا؟ لذلك أريد أن يكون الزواج تابعا للبداهة، لا أثر فيه لتصنع الإنسان وإرادته، أريد أن تكون كلمة الإيجاب والقبول في الحب كلمة مقدسة تدفعها الطبيعة من مستودع أسرارها، كما تدفع الطفل إلى الصراخ حين يستقبل النور، وكما تدفع المحتضر إلى الأنين وهو يبارح الحياة.
إرين :
إن الطبيعة تسود ولادتنا وموتنا، ولكني لا أراها تهتم كثيرا بتزويجنا.
ميشال :
نامعلوم صفحہ