اغانی
الأغاني
تحقیق کنندہ
علي مهنا وسمير جابر
ناشر
دار الفكر للطباعة والنشر
پبلشر کا مقام
لبنان
قال وحج يزيد بن عبد الملك في تلك السنة بالناس وخرج عمر بن أبي ربيعة ومعه ابن سريج على نجيبين رحالتاهما ملبستان بالديباج وقد خضبا النجيبين ولبسا حلتين فجعلا يتلقيان الحاج ويتعرضان للنساء إلى أن أظلم الليل فعدلا إلى كثيب مشرف والقمر طالع يضيء فجلسا على الكثيب وقال عمر لابن سريج غنني صوتك الجديد فاندفع يغنيه فلم يستتمه إلا وقد طلع عليه رجل راكب على فرس عتيق فسلم ثم قال أيمكنك أعزك الله أن ترد هذا الصوت قال نعم ونعمة عين على أن تنزل وتجلس معنا قال أنا أعجل من ذلك فإن أجملت وأنعمت أعدته وليس عليك من وقوفي شيء ولا مؤنة فأعاده فقال له بالله أنت ابن سريج قال نعم قال حياك الله وهذا عمر بن أبي ربيعة قال نعم قال حياك الله يا أبا الخطاب فقال له وأنت فحياك الله قد عرفتنا فعرفنا نفسك قال لا يمكنني ذلك فغضب ابن سريج وقال والله لو كنت يزيد بن عبد الملك لما زاد فقال له أنا يزيد بن عبد الملك فوثب إليه عمر فأعظمه ونزل ابن سريج إليه فقبل ركابه فنزع حلته وخاتمه فدفعهما إليه ومضى يركض حتى لحق ثقله فجاء بهما ابن سريج إلى عمر فأعطاه إياهما وقال له إن هذين بك أشبه منهما بي فأعطاه عمر ثلثمائة دينار وغدا فيهما إلى المسجد فعرفهما الناس وجعلوا يتعجبون ويقولون كأنهما والله حلة يزيد بن عبد الملك وخاتمه ثم يسألون عمر عنهما فيخبرهم أن يزيد بن عبد الملك كساه ذلك
ابن سريج يغني في طريق الحاج
وأخبرني بهذا الخبر جعفر بن قدامة أيضا قال وحدثني ابن عبد الله بن أبي سعيد قال حدثني علي بن الصباح عن ابن الكلبي قال
حج عمر بن أبي ربيعة في عام من الأعوام على نجيب له مخضوب بالحناء مشهر الرحل بقراب مذهب ومعه عبيد بن سريج على بغلة له شقراء ومعه غلامه جناد يقود فرسا له أدهم أغر محجلا وكان عمر بن أبي ربيعة يسميه الكوكب في عنقه طوق ذهب وجناد هذا هو الذي يقول فيه
صوت
( فقلت لجناد خذ السيف واشتمل
عليه برفق وارقب الشمس تغرب )
( وأسرج لي الدهماء واعجل بممطري
ولا تعلمن خلقا من الناس مذهبي )
صفحہ 253