ادواء علا سنہ محمدیہ

محمود ابو ريہ d. 1390 AH
103

ادواء علا سنہ محمدیہ

أضواء على السنة المحمدية

اصناف

بعثت بجوامع الكلم وقال ابن حجر العسقلاني في شرح قول الرسول صلوات الله عليه : " بعثت بجوامع الكلم " من فتح الباري (1) ما من الانبياء نبى إلا أعطى من الآيات ما مثله آمن عليه البشر ، وإنما كان الذي أوتيت وحيا ، أوحاه الله إلى ، فأرجو أنى أكثرهم تابعا يوم القيامة . معنى الحصر في قوله " إنما كان الذى أوتيته " : أن القرآن أعظم المعجزات وأفيدها وأدومها ، لاشتماله على الدعوة والحجة ودوام الانتفاع إلى آخر الدهر - فلما كان لا شئ يقاربه فضلا عن أن يساويه ، وكان ما عداه بالنسبة إليه كأن لم يقع ، قيل : يؤخذ من إيراد البخاري هذا الحديث عقب الذي قبله - أي بعثت بجوامع الكلم - أن الراجح عنده أن المراد بجوامع الكلم القرآن ، وليس ذلك بلازم ، فإن دخول القرآن في قوله : " بعثت بجوامع الكلم " لا شك فيه - وإنما النزاع هل يدخل غيره من كلامه من غير القرآن ؟ وقد ذكروا من أمثلة جوامع الكلام في القرآن قوله تعالى : " ولكم في القصاص حياة يا أولى الالباب لعلكم تتقون " ، وقوله : " ومن يطع الله ورسوله ويخش الله ويتقه فأولئك هم الفائزون " إلى غير ذلك . ومن أمثلة جوامع الكلام من الاحاديث النبوية حديث عائشة : " كل عمل ليس عليه أمرنا فهو رد " وحديث " كل شرط ليس في كتاب الله فهو باطل " ، وحديث " إذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما إستطعتم " وحديث المقدام " ما ملا ابن آدم وعاء شرا من بطنه " إلى غير ذلك مما يكثر بالتتبع وإنما يسلم ذلك فيما لم تتصرف الرواة في ألفاظه ، والطريق إلى معرفة ذلك أن تقل مخارج الحديث وتتفق ألفاظه ، وإلا فإن مخارج الحديث إذا كثرت قل أن تتفق ألفاظه لتوارد أكثر الرواة على الاقتصار على الرواية بالمعنى بحسب ما يظهر لاحدهم أنه واف به ، والحاصل لاكثرهم على ذلك إنهم كانوا - لا يكتبون ويطول الزمان فيتعلق المعنى بالذهن فيرتسم فيه ، ولا يستحضر اللفظ فيحدث بالمعنى لمصلحة

---

(1) ص 210 و211 ج 13 . (*)

--- [ 107 ]

صفحہ 106