ويعتبر هذا الضريح ثاني ضريح في اليمن تذكره الروايات التاريخية وكان يقع في منطقة قيان أسفل نقيل سمارة باتجاه مدينة إب ,وينسب إلى الشريف العراقي(1) والذي قدم من العراق إلى اليمن لقتل علي بن الفضل زعيم الدعوة الإسماعيلية في اليمن(2) والذي كان يحكم آنذاك معظم مناطق اليمن ,فوصل إلى صنعاء والتي كان يحكمها في تلك الفترة أسعد ابن يعفر نائبا لعلي بن الفضل , وكان هذا الشريف ماهرا بصناعة الأدوية بصيرا بفتح العروق ومداواة الجروح فمكث عند أسعد فترة ولما شدة خوفه من علي بن الفضل قال له "إني عزمت على أ، أهب نفسي لله تصديقا للمسلمين لأريحهم من هذا الطاغية فعاهدني على إن أنا عدت إليك أن تقاسمني ما يصير إليك من الملك " فأجابه أسعد لذلك ,ثم قصد الشريف مدينة المذيخرة "عاصمة ابن الفضل" واشتغل هناك بالطب حتى علم به خاصة ابن الفضل فعالجهم فرفعوا ذلك إلى على ابن الفضل وأثنوا عليه عنده ووصفواه بمافيه من مهارة وقالوا أنه لايصلح إلا لمثلك فلما كان ذات يوم احب ابن الفضل الافتصاد فجىء به فحين وصل الطالب له عمد الشريف على وضع السم في شعر رأسه فلما دخل على علي بن الفضل جرده من ثيابه وألبسه غيره ثم أمر بالدنو منه ليفصده فجلس بين يديه فأخرج المفصد فامتعه بفمه تنزيها له من السم ثم مسحه بشعر رأسه في موضع السم فعلق به السم ففصد به ابن الفضل في الأكحل وربطه وخرج من فوره وحمل متاعه وخرج من مدينه المذيخرة ذاهبا إلى أسعد ابن يعفر وبعد ساعة أحس ابن الفضل بالألم وعلم أنه أكيد فأمر بطلبه فلم يوجد فزاده يقينا وأمر أن يلحق به حيثما كان ويؤتى به فأدرك بالسحول عند المسجد المعروف بقينان ,فقاتل عن نفسه حتى قتل وقبر هناك وبني عليه مشهد يزار ويتبرك به(1) فمات ابن الفضل متأثرا بالسم.
ويذكر الجندي أنه زار قبر الشريف فقال "وقبره هنالك وهو مسجد جامع المنارة في منطقة السحول دخلته في المحرم أول سنة (ست وتسعين وستمائة للهجرة1296م(2)) ولم يشير أحد من المؤرخين إلى تاريخ وفاة الشريف العراقي , بينما تشير الروايات التاريخية إلى وفاة ابن الفضل فقد أجمع المؤرخين على أنه توفي ليلة الخميس منتصف شهر ربيع الآخر سنة 353ه /916م(3) وعليه نرجح تاريخ وفاة الشريف العراقي بنفس السنة وقد يكون بنفس الشهر.
صفحہ 55