والمشهد من المشاهده وهى المعاينة ، وكل الاماكن التى شوهد فيها الامام على عرفت باسم المشهد ، وفى ذلك يقول ناصر خسرو فى سفرنا وفى البصرة ثلاثة عشر مشهد باسم امير المؤمنين على يقال لاحدها مشهد بنى مازن ومشهد الطيب والمشاهد الاخرى كل منها بموضع وقد ورتها كلها (4)بينما يشير الحموى الى ان مشاهد الامام شملت حتى الاماكن التى شوهد فيها بالمنام (5)ومما تجدر اشارته الى ان كلمة مشهد قد اقترنت بشكل خاص باسم الاضرحه العلوية والفاطمية ، وبناؤها لم يختلف عن بناء الاضرحة فهما اسمان لمسمى واحد تميز بالمسقط المربع المقبب وهو على اختلاف التسمية واختلاف الاماكن والعصور والشكل ، ولذلك يبقى الضريح مكانا مقدسا يقصده الناس للزيارة والتبرك (6) ولو بطنا بين المدلول اللغوى وبين ما يفعله اتباع المذهب الشيعى عندما ياتون من اقصى البلاد وادناها ويحتشدون لزيارة مرقدى الامام على بالنجف والحسين بكر بلاء من اجل التبرك بهما ، لوجدناهما يدلان على الاجتماع والمحضر المحفل ومن هنا شاع استعمال كلمة المشهد قديما وحديثا لمراقد الائمة من آل البيت (1).
ومما سبق يمكن القول بان اطلاق كلمة المشهد على مراقد الأئمة فىالعراق ليس بسبب انهم قتلوا واستشهدوا وانما بسبب حضور الناس وترددهم على هذه المراقد المقدسة من اجل الزيارة والتبرك .
ولما كان أهل مصر يأتون لرؤية مشاهد آل البيت للزياره والتبرك وقضاء حوائجهم، بل كانو يستسقون عندما يتوقف جريان النيل ولم تقتصر هذه التسمية على مدافن آل البيت سواء فى مصر أو العراق وإنما أطلقت أيضا على مدافن العلماء والشيوخ والصالحين التى يؤمها الناس ويترددون عليها من أجل الزيارة والتبرك ومن مثله ذلك المشاهد العامة كمشهدة عقبه بن عامر ومشهد الليث ومشهد الإمام الشافعى ومشهد ذى النون المصرى.. الخ(2).
ومن ثم يمكن أن نطلق كلمة المشهد على المكان الذى يؤمه الناس ويحضرون اليه من أجل الزيارة والتبرك سواء كان ذلك مشهد أمام من آل البيت ومشهد للعلماء والصالحين والمنقطعين لعبادة الله
العلماء ورثة الأنبياء" فكان نعم الأب والأستاذ وهما صفتان فلما يلتقيان في شخص واحد فله جزيل الشكر والامتنان، كما يحدونى الفخر أن انتسب إلى مدرسته العريقة التي تخرج منها الباحثون من إرجاء العالم الإسلامي فجزاه الله عنا خيرا لما هو أهله وجعله ذخرا للأمة الإسلامية.
صفحہ 22