30

يا قوم أذني لبعض الحي عاشقة

والأذن تعشق قبل العين أحيانا

قالوا: بمن لا ترى تهذي؟ فقلت لهم:

الأذن كالعين توفي القلب ما كانا

وكان يمدح المهدي بن المنصور أمير المؤمنين، ورمي عنده بالزندقة فأمر بضربه فضرب سبعين سوطا، فمات من ذلك بالقرب من البصرة فجاء بعض أهله فحمله إلى البصرة ودفنه بها، وذلك سنة 167، وقد نيف على تسعين سنة. (22) الإمام مالك (90-179ه)

هو الإمام أبو عبد الله مالك بن أنس بن مالك بن أبي عامر الأصبحي نسبة لذي أصبح من الأذواء ملوك اليمن، إمام دار الهجرة وأحد الأئمة الأعلام، أخذ القراءة عن نافع بن أبي نعيم، وأخذ العلم عن ربيعة الرأي وأفتى معه عند السلطان، وقال مالك: قل رجل كنت أتعلم منه ما مات حتى يجيئني ويستفتيني، وقال ابن وهب: سمعت مناديا ينادي بالمدينة: ألا لا يفتي الناس إلا مالك بن أنس وابن أبي ذئب.

وكان مالك - رضي الله عنه - إذا أراد أن يحدث توضأ وجلس على صدر فراشه وسرح لحيته وتمكن في جلوسه بوقار وهيبة ثم حدث، فقيل له في ذلك، فقال: أحب أن أعظم حديث رسول الله

صلى الله عليه وسلم ، ولا أحدث به إلا متمكنا على طهارة. وكان يكره أن يحدث على الطريق أو قائما أو مستعجلا، وكان لا يركب في المدينة مع ضعفه وكبر سنه، ويقول: لا أركب في مدينة بها جثة رسول الله

صلى الله عليه وسلم

مدفونة. وقال الواقدي: كان مالك يأتي المسجد ويشهد الصلوات والجمعة والجنائز ويعود المرضى ويقضي الحقوق ويجلس في المسجد ويجتمع إليه أصحابه، وكانت ولادته سنة 90 هجرية وتوفي سنة 179 بالمدينة ودفن بالبقيع. (23) سيبويه (121-161ه)

نامعلوم صفحہ