وقد بلغنك بي يا كل مطلوبي
وقد أتيت بالبيتين الأخيرين حتى أري القارئ مدى كذب المتنبي في مدحه كافورا، فالحمد لله أولا وأخيرا، والكفر كلمة مرتبطة بالدين، ولكن حرص المتنبي على إرضاء كافور جعله يبالغ هذه المبالغة الممجوجة. ولقد اقتبست هذه الأبيات من المتنبي بوجه خاص بسبب شهرته ومعرفة القارئ به. أقول: قد نعجب ببراعته في صياغة الشعر في مدح كافور ثم نعجب ببراعته في هجائه إذ يقول:
ما يقبض الموت نفسا من نفوسهم
إلا وفي يده من نتنها عود
من كل رخو وكاء البطن منفتق
لا في الرجال ولا النسوان معدود
أكلما اغتال عبد السوء سيده
أو خانه فله في مصر تمهيد
صار الخصي إمام الآبقين بها
فالحر مستعبد والعبد معبود
نامعلوم صفحہ