============================================================
الإسلامي اللامع ، وكانت أحكامهم ونزاهتهم واستقلالهم وتجردهم مضرب المثل ، ومحط الأنظار، وكانت المساواة بين الخصوم ، وإقامة العدالة بينهم ، مهما تتفاوت مكانتهم الاجتماعية والدينية ، سببأ مباشرا لكثير من الناس في اعتناق الإسلام ، والانضواء مع المسلمين في العقيدة .
ولكن هذه المكانة العظية التي احتلها القضاة ، والدور الفعال الذي يقوم به القضاء ، لفت الأنظار نحوه، فطمع به أصحاب الأهواء، وتنافس عليه السوقة، ووصل إلى منصة العدالة الجهلة... فأساءوا إليه، وشؤهوا أغراضه، وكانوا وصهة عار في جبين التاريخ ، وسادت الرشوة والجؤر وشراء الوظائف في بعض الأحيان، فتنبه إلى ذلك العلماء والصالحون، وحذروا منه، وبينوا شروط القاضي، وشروط تعيينه، وأبرزوا مخاطر القضاء، وأعلنوا التخويف منه ، ونشروا الأحاديث الواردة في التشديد من قضاء الجؤر،. وذهبوا إلى تفضيل ترك القضاء على قبوله، بالنسبة لمن توفرت فيه الأهلية والشروط، فكيف بمن يفقدها؟
5- ثم أفرده عدد كبير من السلف بمصتفات خاصة، وبينوا الأحكام الشرعية فيه حسب المذاهب الفقهية(1)، ويمكننا تصنيف المؤلفين في أدب القضاء إلى فريقين : الفريق الأول : وهم الذين لمسوا أهمية الموضوع ، وخطورة الموقف، وصعوبة الخطب على القاضي، فيينوا واجبات القاضي وحقوقه، وواجبات الخصوم وحقوقهم ، وطرق القضاء والإثبات، ومناط الأحكام ، والقواعد التي يستنير بها القاضي: (1) انظر : مفتاح السعادة: 100/2.
صفحہ 16