کتاب الادب الکبیر
كتاب الأدب الكبير
ناشر
دار صادر - بيروت
ورأي القوة أحقهما بالبداءة, وأولاهما بالأثرة1.
ورأي التزيين أحضرهما حلاوة, وأكثرهما أعوانا.
مع أن القوة من الزينة، والزينة من القوة, ولكن الأمر ينسب إلى معظمه وأصله.
ماذا على المبتلى بصحبة السلطان, وصحبة الوالي؟:
إن ابتليت بصحبة السلطان فعليك بطول المواظبة في غير معاتبة، ولا يحدثن لك الاستئناس به غفلة, ولا تهاونا.
إذا رأيت السلطان يجعلك أخا فاجعله أبا، ثم إن زادك فزده.
إذا نزلت من ذي منزلة أو سلطان, فلا ترين أن سلطانه زادك له توقيرا وإجلالا، من غير أن يزيدك ودا ولا نصحا, وأنك ترى حقا له التوقير والإجلال, وكن في مداراته, والرفق به كالمؤتنف2 ما قبله، ولا تقدر الأمر بينك وبينه على ما كنت تعرف من أخلاقه، فإن الأخلاق مستحيلة3 مع الملك، وربما رأينا الرجل المدل4 على ذي السلطان بقدمه, قد أضر به قدمه.
إن استطعت ألا تصحب من صحبت من الولاة إلا على
صفحہ 80