من تناولهم ويحضرون اللحوم والصيد للعريف الذي يتقدم عليهم، ويصنعون البلاجة على ما يجب وتطبخ بكفايتها من الزيت وإذا أخرج الطاجين مطبوخا بزعمهم أدخل عليه ملعقة وحرك ورد أعلاه أسفله وأسفله أعلاه وأعيد للفرن حتى يستوفي طبخه وأحمر وجهه وظهرت عليه دهنيته ذر عليه التفويه الطيب وأحضره للبيع.
وكان أحد رؤساء الطباخين ﵀ يعمل من مصيد غرنوق ستة طواجن حتى لا يرتفع البلاجة في الطاجن إلا قدر إصبعين مغلوقين ومتى لم تعمل على ذلك فليست بشيء، ويحضرون الصيد طريا على ما يتبايعه الناس ويطبخ في طواجنه المعلومة ومرقته المتعارفة من الخل والمري والزيت والإبزار والثوم المدروس والصحيح والملح فإذا طبخ واحمر وجهه الأعلى قلب دون مرقة حتى احمر الوجه الثاني وأعيد إلى مرقته وذر عليه ونصب للبيع وقد بلغ النهاية في اللون والطعم.
ويختبر على الشوائين الجزور بالوزن قبل الشي فإن نقص في الآخر ثلث الوزن الأول فالشواء في حقه من النضج وإن نقص من ذلك أمره فصرفه إلى التنور وتركه إلى النضج، ويختبره أيضا بأن يجذب بيده الكتف منه فإن انخلع بسرعة فاللحم نضج وإن كان غير ذلك فيصرف إلى التنور إلى حين النضج، ويختبر أيضا بأن يشق في ورك الجزارة فإن وجدت العروق الدقاق التي هنالك دامية أعيدت الجزارة إلى التنور إلى أن ينضج لحمها، ومتى قصد أن يكون الشواء قويا يؤكل بالسكين كعادة البربر في اللحوم وكان الاختبار بالوزن ففي نقص الربع منه كفاية، وبالله الاستعانة وعليه التوكل.
1 / 40