وأما المخلوق؛ فإنه يمتنع بالحجاب والأبواب، ويعسر الوصول إليه في غالب الأوقات.
قال طاوس لعطاء: إياك أن تطلب حوائجك إلى من يغلق دونك بابه، ويجعل دونها حجابه، وعليك بمن بابه مفتوح إلى يوم القيامة، أمرك أن تسأله، ووعدك أن يجيبك.
وقال وهب بن منبه لبعض العلماء: ألم أخبر أنك تأتي الملوك وأبناء الملوك، تحمل إليهم علمك؟، ويحك! تأتي من يغلق عليك بابه، ويظهر إليك فقره، ويوراي عنك غناه، وتدع من يفتح بابه منتصف الليل، ومنتصف النهار، ويظهر لك غناه، ويقول: ادعني أستجب لك.
ورأى ميمون بن مهران الناس مجتمعين على باب بعض الأمراء، فقال: من كانت له حاجة إلى سلطان يحجبه؛ فإن بيوت الرحمن مفتحة، فليأت مسجدا، فليصل ركعتين، ثم ليسأل حاجته.
وكان بكر المزني، يقول: من مثلك يا ابن آدم! متى شئت تطهرت ثم ناجيت ربك، ليس بينك وبينه حاجب، ولا ترجمان.
صفحہ 104