وحصل لبعض السلف ضيق في معشيته، حتى هم أن يطلب من إخوانه، فرأى في منامه قائلا يقول له: أيحسن بالحر المريد، إذا وجد عند الله ما يريد، أن يميل بقلبه إلى العبيد، فاستيقظ وهو من أغنى الناس قلبا.
وقال بعض السلف: قرأت في بعض كتب الله المنزلة: يقول الله -عز جل-: ((أتؤمل غيري للشدائد، والشدائد بيدي، وأنا الحي القيوم؟! وترجي غيري، وطرق بابه بالبكرات، وبيدي مفاتيح الخزائن ، وبابي مفتوح لمن دعاني؟! من ذا الذي أملني لنائبة، فقطعت به؟! أو من ذا الذي رجاني لعظيم، فقطعت رجاه؟! أو من ذا الذي طرق بابي فلم أفتحه له! أنا غاية الآمال، فكيف تنقطع الآمال دوني؟! أبخيل أنا فيبخلني عبدي؟! أليس الدنيا والآخرة، والكرم والفضل كله لي؟! فما يمنع المؤملين أن يؤملوني؟! لو جمعت أهل السموات والأرض، ثم أعطيت كل واحد منهم ما أعطيت الجميع، وبلغت كل واحد منهم أمله، لم ينقص ذلك من ملكي عضو ذرة، فكيف ينقص ملكا أنا قيمه؟! يا بؤسا للقانطين من رحمتي!، ويا بؤسا لمن عصاني، وتوثب على محارمي!)).
صفحہ 100