ادب عرب
أدب العرب: مختصر تاريخ نشأته وتطوره وسير مشاهير رجاله وخطوط أولى من صورهم
اصناف
ففي ذلك الإقليم الطلق نشأ عقل طلق إلا من قيدين: قيد الدين وقيد القبيلة.
قيد الدين:
دعاهم إليه خوفهم من عناصر الطبيعة الثائرة التي تقابلهم وجها لوجه، فترهبهم.
قيد القبيلة:
دعاهم إليه التنازع والخصام والحرب في سبيل المعاش.
في لغتهم دلالة على عقليتهم، سموا المطر غيثا لقحط أرضهم، وعدوا الكرم رأس الفضائل لبؤسهم، وجعلوا الشجاعة رأس المكارم الأخلاقية لحاجتهم إلى الدفاع.
اللغة وعملها في تكوين العقلية:
اللغة تدل على العقلية بألفاظها الدالة على الأشياء التي تعرفها الأمة، وهذا نعرفه من المعاجم. أما معاجمنا فلا تدل على شيء من هذا؛ لأنها لم توضع في عصور مختلفة، بل جمعت كلها دفعة واحدة، فخلطت الألفاظ الجاهلية بالأموية والعباسية. قد تصلح دليلا على العصور السالفة، أما أن تدل في الغد على عقليتنا نحن فهذا بعيد؛ لأننا لم ندخل فيها شيئا يدل على عقليتنا، من مسميات علومنا وما نعرفه من غرائب العلم والفن على اختلاف فروعهما.
أما أسلافنا الأقدمون فمن لغتهم نستدل على عقليتهم.
ففي الماديات أوجدت حاجتهم إلى الناقة الألفاظ الكثيرة المتعلقة بها، وقلة احتياجهم إلى السفينة والانتفاع بها قتل ألفاظها جدا. وصفوا الصحراء وما فيها بكل دقة، ولم يصفوا البحر إلا قليلا، وهذا طبيعي؛ إذ لا يصف الإنسان إلا ما يحتك به.
نامعلوم صفحہ