133

ادب عرب

أدب العرب: مختصر تاريخ نشأته وتطوره وسير مشاهير رجاله وخطوط أولى من صورهم

اصناف

الغزل:

قوي في هذا العصر جدا؛ نظرا لرخاء العيش الجديد والترف ورقة مزاج أهل البدو بتأثير القرآن والحياة الجديدة، ولهذا أصبح الغزل مستقلا عن أنواع الشعر الأخرى، ولم يعد تابعا لسواه، فصار الغرض منه إظهار عواطف الشاعر وأهوائه وميوله، فاختلفت مذاهب الشعراء الحجازيين فيه.

فشعر أهل البادية عفيف عذري لا إباحية ولا تهتك فيه، ولا تجاوز لما اعتاده الناس، فهو حب طاهر قوي حاد، يملك كل حواس ناظمه وقائله، فيصبح مشتعلا به اشتعالا. فهذا الشعر هو الشعر الذي تقرؤه العذراء ولا يحمر وجهها، وزعيم هؤلاء الشعراء جميل بن معمر.

أما أهل المدن - مكة والمدينة والطائف - فمنهم ذوو الثروة الكبيرة واللهو العظيم، وشعرهم يصف حياتهم وصفا صادقا، بل يصورها أدق تصوير، ولهذا ظهر في شعرهم الإباحة والعبث باختلاف مزاج الشعراء. ومن شعرائهم: الأحوص بن محمد، فهذا الشاعر أسرف في اللهو والتعرض لأهل بلده، حتى عذب ونفي أيام سليمان بن عبد الملك.

والعرجي، في الطائف ومكة، فقد تعرض لولاة مكة وسخط على خلفاء دمشق، فعذب وحبس ومات في سجنه.

و«عمر بن أبي ربيعة» الذي يعد زعيم الغزليين الإباحيين في الشعر العربي.

الغناء:

وظهر مع هذا الغزل فن آخر هو فن الغناء، وبالطبع حيث يكثر اللهو يظهر الغناء. ظهر هذا الفن في الحجاز، ومنها انتقل إلى غيرها من الأقطار، والذين غنوا وتغزلوا في العراق والجزيرة ونجد تأثروا بغزل أهل الحجاز. وكثرة الموالي من الفرس والروم رجالا ونساء كان له أثر في نشأة الغناء.

الشعر السياسي:

دعا إليه الصراع الحزبي واختلاف آراء الأحزاب في نظام الملك، وفي الأشخاص الناهضين به من الزعماء، واتصال هذا النظام وهؤلاء الأشخاص بالدين ، وهو أساس الحكم عند المسلمين.

نامعلوم صفحہ