موسوعة الأعمال الكاملة للإمام محمد الخضر حسين
موسوعة الأعمال الكاملة للإمام محمد الخضر حسين
اصناف
بسم الله الرحمن الرحيم (¬1)
{وإذ قال موسى لقومه ياقوم إنكم ظلمتم أنفسكم باتخاذكم العجل فتوبوا إلى بارئكم فاقتلوا أنفسكم ذلكم خير لكم عند بارئكم فتاب عليكم إنه هو التواب الرحيم (54) وإذ قلتم ياموسى لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة فأخذتكم الصاعقة وأنتم تنظرون (55) ثم بعثناكم من بعد موتكم لعلكم تشكرون (56) وظللنا عليكم الغمام وأنزلنا عليكم المن والسلوى كلوا من طيبات ما رزقناكم وما ظلمونا ولكن كانوا أنفسهم يظلمون} [البقرة: 54 - 57].
تضمنت الآيات السابقة تذكير بني إسرائيل بنعم أنعم الله بها عليهم، وانجر الحديث عنها إلى ذكر جريمة من أكبر جرائمهم، وهي اتخاذهم العجل إلها يعبدونه من دون الله؛ إذ قال تعالى: {ثم اتخذتم العجل من بعده وأنتم ظالمون}، وأردف ذكر تلك الجريمة الكبرى بذكر نعمة هي من أعز نعمة تعالى، وهي العفو عنها إذ ندموا ولاذوا بالتوبة، فقال تعالى: {ثم عفونا عنكم من بعد ذلك لعلكم تشكرون}.
ووصل هذا بنعمة هي مطلع الهداية، والطريق المبلغ للسعادة، وهي إنزال التوراة على موسى - عليه السلام -، فقال تعالى: {وإذ آتينا موسى # الكتاب والفرقان لعلكم تهتدون}.
صفحہ 101