47

موسوعة الأعمال الكاملة للإمام محمد الخضر حسين

موسوعة الأعمال الكاملة للإمام محمد الخضر حسين

ایڈیٹر

علي الرضا الحسيني

ناشر

دار النوادر

ایڈیشن نمبر

الأولى

اشاعت کا سال

1431 ہجری

پبلشر کا مقام

سوريا

اصناف

صادرًا منه. ومن شواهد هذا قوله تعالى حكاية عن مؤمني الجن: ﴿وَأَنَّا لَا نَدْرِي أَشَرٌّ أُرِيدَ بِمَنْ فِي الْأَرْضِ أَمْ أَرَادَ بِهِمْ رَبُّهُمْ رَشَدًا﴾ [الجن: ١٠].
﴿وَلَا الضَّالِّينَ﴾:
الضالين: جمع ضالّ، وهو من لا يهتدي طريقًا يصل منه إلى المطلوب، فيمشي في غير طريقه، ويتخبط في عماية.
وحرف (لا) في قوله: ﴿وَلَا الضَّالِّينَ﴾ جاء لتأكيد معنى النفي المستفاد من كلمة: غير. والمعنى: اهدنا صراط المنعم عليهم غير المغضوب عليهم وغير الضالين.
وورد في حديث مرفوع إلى النبي ﷺ تفسير المغضوب عليهم باليهود، والضالين بالنصارى (١).
ومن لم يروا الحديث بالغًا في الصحة الدرجة التي توجب الوقوف عنده، فسروا المغضوب عليهم بمن فسدت إرادتهم، فعلموا الحق وعدلوا عنه، وقالوا في تفسير الضالين: هم الذين فقدوا العلم، فهم هائمون في الضلالات، لا يهتدون إلى الحق. ومن هؤلاء من ذهب في تفسيره إلى أن المغضوب عليهم كل من أخطأ في الأعمال الظاهرة، وهم الفساق، وأن الضالين كلّ من أخطأ في اعتقاد، وهم فاسدو العقيدة.
وقدَّم المغضوب عليهم على الضالين؛ لأن معنى المغضوب عليهم كالضد لمعنى المنعَم عليهم، فكان جديرًا بأن يوضع في مقابلته قبل: الضالين.

(١) رواه أحمد في"مسنده"، وابن حبان في "صحيحه".

1 / 12