237

موسوعة الأعمال الكاملة للإمام محمد الخضر حسين

موسوعة الأعمال الكاملة للإمام محمد الخضر حسين

ایڈیٹر

علي الرضا الحسيني

ناشر

دار النوادر

ایڈیشن نمبر

الأولى

اشاعت کا سال

1431 ہجری

پبلشر کا مقام

سوريا

اصناف

﴿وَقَالُوا لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ كَانَ هُودًا أَوْ نَصَارَى﴾:
هذا بيان لنوع آخر من أباطيل أهل الكتاب. والضمير في قوله: (قالوا) عائد على أهل الكتاب من اليهود والنصارى. والهود: اليهود، وقدمهم في الذكر على النصارى؛ لتقدمهم في الزمان، وأصل اللفظ المساوي لمعنى الآية: وقالت اليهود: لن يدخل الجنة إلا من كان هودًا، وقالت النصارى: لن يدخل الجنة إلا من كان نصارى، ولكن الآية عدلت في أداء هذا المعنى عن طريق المساواة، وسلكت طريق الإيجاز، فأصدرت القولين في جملة واحدة، وعطفت أحد الفريقين على الآخر بأو، فجات الجملة في الأسلوب التي وردت به الآية ثقة بفهم السامع، وأنه لعلمه بتضليل كل واحد من الفريقين صاحبه لا يذهب في فهم الآية إلى أن كل واحد منهم يقول: لن يدخل الجنة إلا من كان هودًا أو نصارى، بل المقصود المعنى الذي أوردناه في أسلوب المساواة. ونظير هذه الآية قوله تعالى: ﴿وَقَالُوا كُونُوا هُودًا أَوْ نَصَارَى﴾ [البقرة: ١٣٥]؛ أي: قالت اليهود: كونوا هودًا، وقالت النصارى: كونوا نصارى.
﴿تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ﴾:
الأماني: جمع أمنية، وهي ما يُتمنى. واسم الإشارة مشار به إلى ما تضمنه قوله تعالى: ﴿وَقَالُوا لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ﴾ ... إلخ، وهو يتضمن أماني متعددة: أمنية اليهود أن لا يدخل الجنة إلا اليهود، وأمنية النصارى أن لا يدخل الجنة إلا النصارى، وأمنية كل من الفريقين حرمان غيرهم كالمسلمين من الجنة، ولهذا جاء خبر اسم الإشارة جمعًا، فقال تعالى: ﴿أَمَانِيُّهُمْ﴾.

1 / 203