موسوعة الأعمال الكاملة للإمام محمد الخضر حسين

محمد خضر حسین d. 1377 AH
173

موسوعة الأعمال الكاملة للإمام محمد الخضر حسين

موسوعة الأعمال الكاملة للإمام محمد الخضر حسين

اصناف

هذه جملة مستأنفة لبيان غلوهم في الحرص على الحياة. و {يود} # من المودة، وهي المحبة. و {لو} بمعنى أن المصدرية. و {يعمر}: من التعمير، وهو إطالة العمر، يقال: عمره الله؛ أي: أطال عمره. و {ألف سنة}: كناية عن طول المدة التي يود أن يعيشها. والمعنى: يتمنى الواحد منهم أن يعيش السنين الكثيرة، ولو تجاوزت الحد الذي يبلغه الإنسان في العادة، ذلك أن التمني يقع على الجائز، والمستحيل وقوعه عادة.

{وما هو بمزحزحه من العذاب أن يعمر}:

الضمير {هو} عائد على {أحدهم}. و {بمزحزحه} من الزحزحة ، وهي التبعيد والتنحية. والمعنى: ما أحد منهم يبعده وينحيه تعميره من العذاب.

{والله بصير بما يعملون}:

هذه الجملة تهديد ووعيد لأولئك اليهود الذين ورد في الآيات السابقة ذكر مساويهم، وتبين أنهم كاذبون في دعوى أنهم أهل الجنة المختصون بنعيمها.

و {بصير} من البصر، وهو إدراك المرئيات، وقد يراد به: العلم، يقال: إن لفلان بصرا بهذا الأمر؛ أي: معرفة، وعلى هذا الوجه تفسر الآية. والمعنى: أن الله عالم بأعمالهم، محيط بما يسرون منها وما يعلنون، فهو مجازيهم عنها كما يشاء.

{قل من كان عدوا لجبريل فإنه نزله على قلبك}:

سبب نزول هذه الآية - كما جاءت به الروايات، وأجمع عليه أهل التفسير -: أن اليهود في عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - قالوا: إن جبريل عدونا، قالوا هذا عندما سمعوا أن جبريل هو الذي ينزل على النبي - صلى الله عليه وسلم - بالوحي، وأرادوا من هذا: أنهم لا يؤمنون بوحي يجيء به عدوهم. وهذا نوع من منكرات أقوالهم.

صفحہ 177