شعرت بالخطر ، واقتراب الأجل، وسرحت بعيدا في مراجعة جادة لكل الماضي، وتساؤل وحساب عسير مع النفس؟ ماذا قدمت لذلك اليوم؟ وأين الزاد؟ وما الذي حلمت بتقديمه من خدمة للدين وللفكر والتراث الإسلامي العظيم المهدد بالخطر مثلي والمدفون في زوايا الإهمال والنسيان؟ والمحتاج إلى تسجيل ورصد ومتابعة وتعريف؟ ولمعت فكرة هذا الكتاب (الحلم) فأوقدت لي شمعة بددت شيئا من ذلك الظلام!! لماذا لا استغل الوقت والفراغ؟ وأبدأ في تأليف كتاب يجمع تراجم أعلام المؤلفين الزيدية ومؤلفاتهم ، (المخطوطة والمطبوعة والمفقودة) من شتات كبير يمتد من عصر الإمام الأعظم زيد بن علي عليه السلام إلى وقتنا الحاضر؟ ويشمل آثار الزيدية الأول في العراقين والجيل والديلم وطبرستان والجزيرة واليمن وغيرها... سيطرت الفكرة، واستحوذت على العقل والفكر، وقوى العزم على العمل والبدء بالتنفيذ، مستهينا بكل المصاعب والعقبات التي تعترض، من بعد الزمان والمكان، وتشتت المعلومات في بطون المراجع والكتب، وانطماس أغلب آثار المتقدمين بفعل الشتات والهجوم الشرس لحكام الجور والطغيان، وتكالب الفرق والطوائف على رجال وفكر ونتاج هذا المذهب ..الخ. وقد وجدت في الفكرة ما ينسيني بعض آلام الحرب، ومشاعر الاغتراب، وهواجس الخوف والقلق، وما يريحني من عناء السياسة (وساس ويسوس) التي عزمت على طلاقها (ثلاثا) بعد فشل كل الجهود والنداءات لتحكيم العقل والفكر والحوار، وبعد أن انتصرت لغة الرشاش والمدفع.
صفحہ 25