اعداد و بناء انسان
الأعداد وبناء الإنسان: العد ومسار الحضارات الإنسانية
اصناف
ثمة شيء يدعى «مبدأ استخدام الرموز في تمثيل أصوات اللغة» هو الذي يسرع التطور التدريجي لأنظمة الكتابة، مما يؤدي إلى السرعة في استخدام الرموز المستندة إلى الأصوات، بدلا من الرموز المعبرة عن أفكار ومفاهيم، كالرموز المستخدمة في الأشكال الأولى من الكتابة السومرية. ويشير مبدأ استخدام الرموز في تمثيل أصوات اللغة إلى استخدام الرمز نفسه في تمثيل لفظتين متجانستين صوتيا. فلتتأمل مثلا هذا المثال الخيالي البسيط: تخيل لو أن الكتابة الإنجليزية كانت تمثل بالرموز أو الصور المعبرة عن الأفكار، بحيث يمثل الرمز الواحد فكرة أو مفهوما أساسيا، لا صوتا. وتخيل أيضا أن مفهوم «العين» أو بالإنجليزية
Eye
يمثل من خلال هذا الشكل الذي يتمثل في قوسين بينهما علامة النجمة ( ⋆ )، ويمكننا القول إن هذا الرمز يمثل العين الفعلية بطريقة أيقونية ولكن مجردة إلى حد ما. لكن لنقل مثلا: إنه لا يوجد رمز للضمير «أنا» الذي يعبر عنه في الإنجليزية بكلمة
I
في هذا النظام لكتابة الإنجليزية، ويمكننا أن نتخيل السبب في ذلك؛ إذ إنه ما من طريقة مادية سهلة لتمثيل ذلك المفهوم، فالمقصود بالضمير «أنا» يتغير وفقا للمتحدث. بالرغم من ذلك، فإذا كنت كالعديد من الكتاب في التاريخ، فسوف تدرك أنه يمكن استخدام « ⋆ » للتعبير عن مفهوم «العين» والضمير «أنا» في الوقت ذاته إذا كان لهما الصوت نفسه. ويشار لهذه الفكرة باسم «مبدأ استخدام الرموز في تمثيل أصوات اللغة» وهي تمثل خطوة كبيرة تجاه تطور أنظمة الكتابة الصوتية الأكثر تجريدا، التي تستخدم عددا أقل من الرموز. ونظرا لوضعها القديم في أنظمة الكتابة، فقد تأثرت الأرقام نفسها بهذا المبدأ على الأرجح؛ فكانت رموزا تمثل الألفاظ المتجانسة صوتيا معها. والواقع أن بعض أشكال الكتابة الحديثة في الرسائل النصية مثلا تؤيد هذا الاحتمال؛ فقد يستخدم البعض هذا التجانس الصوتي فيكتبون مثلا أنهم:
2 good 4 you
وفي هذه الحالة يرمز «2» إلى
too (وهما متجانسان صوتيا في الإنجليزية ومختلفان في المعنى)، ويرمز «4» إلى
for ، (وهما أيضا متجانسان صوتيا ومختلفان في المعنى)، وتستخدم هذه الطريقة لسهولتها في كتابة الرسائل النصية والتعبير عن المعنى بطريقة أسهل وأسرع. بالرغم من ذلك ، يمكننا بسهولة أن نتخيل واحدا من السيناريوهات تمثل فيه بعض المفاهيم المجردة مثل
too
نامعلوم صفحہ